يتراءى للعامة ثلاثة أسئلة قلقة حول وضع أسواق النفط حاليا... السؤال الأول: هل سوف تنزل أسعار النفط بعد فترة قريبة، لأنها ارتبطت بتوتر الأوضاع في إيران. والسؤال الثاني: هل دخول الصين في مجال الغاز الصخري سوف يشكل إي قلق على الطلب العالمي. وأخيرا هل التحالف البريطاني الأمريكي لزيادة الإنتاج مجرد تصريح فارغ. أولا.. إنه وبرغم تأثير الأزمة الإيرانية على أسعار النفط، إلا أن هذا لا يعني أن ارتفاعات الأسعار الحالية صنيعة للمضاربين في السوق النفطية، وأنها سوف تنخفض بشكل كبير، برغم أنها عالية نسبيا. فمن وجهة نظري أتوقع أن أسعار النفط لن تنهار،وإنما ستنخفض نسبيا، لتكون بمؤشر برنت، في حدود 109دولارات إلى 115دولارا، وعلى مستوى مؤشر وست تكساس ستكون في حدود 95 دولارا إلى 98 دولارا. فما حدث لأسعار عام 2008 كان مضاربة بمعنى الكلمة، ولم تكن له مسبباته الجوهرية مثل اليوم، حيث تسارعت وتيرة الطلب العالمي على النفط، وتوقعات وكالة الطاقة الدولية أن تكون الزيادة في الطلب 89.9 مليون برميل يوميا، بالإضافة إلى أنني أتوقع أن يصل الطلب اليومي إلى 90.2 مليون برميل، أي بفارق 300 ألف برميل، لنواحي جوهرية، تتمثل في احتياط السوق العالمية لأي مفاجآت قد تؤدي لارتفاع سعر برميل النفط أو انخفاضه، وإن كان يحدث بصورة مؤقتة. ثانيا: إن التوجس من انخفاض طلب الصين على النفط، بسبب شروعها في استخراج الغاز الصخري، ليس له مايبرره، برغم أن الصين تنتج من النفط 3.9 مليون برميل يوميا، وتقوم باستيراد 5.95 مليون برميل في اليوم لتلبية احتياجاتها الاستهلاكية. كما أن احتياط الصين من الغاز الطبيعي يصل إلى 600 بليون متر مكعب فقط، وهو في تقديري لن يكفي الصين إلا خمس سنوات تقريبا. ومواجهة هذا التحدي سوف يجبر الصين على التعويض عبر الغاز الصخري والذي لا أتوقع أن تصل كمياته الاستثمارية للمستوى المطلوب قبل عام 2025م فكمية الغاز الصخري تقدر ب55 بليون متر مكعب حاليا، وهي لا تلبي سوى نصف الاستهلاك الحالي. ولذا لا أرى في دخول الصين مجال استخراج الغاز الصخري أي قلق، على مستقبل استهلاكها لنفط أوبك، ولكن ثمة للأسف بعض المبالغة الإعلامية. ويأتي ثالثا.. التحالف الاستراتيجي الأمريكي البريطاني لزيادة كمية الإنتاج، كحقيقة وليس (كذبة إبريل)، وقد حددت الحكومة البريطانية بعض الإصلاحات الضرائبية لمساعدة الشركات للتوجه إلى استخراج النفط من بعض المنطق غير المطورة في بحر الشمال مثل (شيتل فيلد)، ولقد نشرت صحيفة اللموند الفرنسية في عدد الأربعاء الماضي رغبة فرنسا للدخول في هذا التحالف والذي ما كانت باريس أن تدخله لولا أنها رأت بعض الجدية في هذا المجال والذي أتوقع ظهور آثاره بعد فترة زمنية لا تقل عن عامين. * مختص بشؤون الطاقة في الخير كبيتال.