ما إن تموت مشكلة في دوري زين حتى تولد أخرى، ناهيك عن تلك التي لم تزل تترعرع على ما تبقى من عمر الدوري، محدثة الكثير من البثور على وجه الرياضة حين شخص بعض من طالتهم المشكلة الأمر على أنه ثقافة جديدة على واقعنا الرياضي هدفها خدمة أندية على حساب أخرى، مادعاهم إلى التشكيك في النوايا، في وقت وجد فيه أولئك المتذمرون دعما لوجستيا، إما على الهوا، أو تحت الهوا من لدن البعض ..! تراشق لفظي قدر دوري زين ألا تمر جولة من جولاته دون مشكلة، بدءا بالتحكيم، مرورا بالتأجيل، وليس إنتهاء بالحجوزات، فبعد تأجيل لقاء الاتفاق والرائد ضمن مباريات الجولة الثالثة والعشرين وماحصل من لغط بين إدارتي الدوسري والمطوع، إنقسم الإعلاميون بين مؤيد ومعارض مانتج عنه تراشق لفظي بين إعلاميي الأندية المستفيدة من التأجيل والأندية المتضررة، ففي الوقت الذي بررت فيه إدارة الرائد إعتراضها على قرار التأجيل الذي وصفته بالمفاجئ لتكبدها خسائر مادية متمثلة في تذاكر اللقاء التي تمت طباعتها وتسويقها، وخسارة المادة الإعلانية للشركات والمؤسسات المعلنة، بالإضافة لحجوزات الفندق المعدة لمعسكر الفريق، وبالتالي إرتباك برامج الجهازين الفني والإداري، استقبلت إدارة الاتفاق القرار بالترحيب مؤكدة على أنه جاء بناء على خطوات رسمية اتخذتها حين تعثرت حجوزات الفريق للمباراة بعد أن قامت لجنة المسابقات بتغيير جدولة بعض المباريات لارتباط المنتخب السعودي بمعسكر استراليا، مانتج عنه صعوبة في إيجاد حجوزات تتواكب وموعد المبارة الجديد، ساعد على تفاقم المشكلة فترة تشكيك في النوايا ومع أن كلتا الإدارتين لهما الحق في اتخاذ موقفيهما، إلا أن ذلك لايجيز لأي منهما التشكيك في النوايا، وإلا لما عبر رئيس مجلس إدارة نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري عن استيائه الشديد من الاتهامات التي طالت إدارته من قبل فهد المطوع رئيس الرائد، ومستغربا في الوقت ذاته حملة التشكيك في المبادئ، فالدوسري على حد قوله لا يهتم لمن يذهب لقب الدوري سواء للشباب أو الأهلي، وإلا لما برأت لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف نادي الإتفاق من تعمد إلغاء حجوزاته إلى القصيم لمواجهة الرائد في المرحلة الثالثة والعشرين بسبب عدم توفر حجوزات للفريق بعد أن تأكدت من إدارة الحجز في الخطوط السعودية. أزمة متفاقمة إن أزمة الحجوزات تتفاقم، وإلا لما رفضت لجنة المسابقات، الطلب الذي تقدم به نادي الاتحاد للعب الشوط الأول في مباراته مع الفيصلي بالمجمعة في الجولة الثانية والعشرين عقب صلاة المغرب على أن يلعب الفريقان الشوط الثاني بعد صلاة العشاء لكي يتمكن الاتحاديون من العودة في مساء يوم المباراة من الرياض إلى جدة، ولما طلبت إدارة نادي الفتح من اتحاد الكرة مساعدته أو تمكينه من عمل حجوزات للفريق إلى المدينةالمنورة للقاء الأنصار حيث تتزامن مباراتهما مع الإجازة المدرسية، ولما كان لفريق نجران نصيب منها، حين كشف صالح آل مريح رئيس النادي أنهم لم يتمكنوا من إيجاد حجوزات لسفر الفريق من نجران إلى جدة للقاء الاتحاد في الجولة الثالثة والعشرين موضحا أن الحجوزات السابقة قد تم إلغاؤها بسبب تأجيل الجولات الأخيرة من الدوري، ولما أجل لقاء الفيصلي والقادسية في الجولة الرابعة والعشرين يوما واحدا للسبب ذاته. احترافية منقوصة ولعل ما حصل لفريق برشلونة قبل مباراته ضد أوساسونا على ملعب الأخير خلال بطولة الدوري الإسباني 2011، دليل على الاحترافية التي مازلنا نفتقدها، حيث اعتاد البرشلونيون السفر في نفس يوم المباراة، وفي تلك الأثناء كان هناك إضراب عام للمراقبين الجويين ينتهي ظهيرة يوم المباراة، ما يعني عدم إمكانية السفر جوا حتى ذلك الوقت، ماحدا بإدارة برشلونة إلى طلب التأجيل، لكنه لم يتم، لتضطر بعثة الفريق للسفر إلى سرقسطة أولا بواسطة القطار، ومن هناك إلى بامبلونا «معقل أوساسونا» بالحافلة!. كل هذا يحدث في الوقت الذي تمانع فيه أنديتنا من التنقل بالحافلات بين مدينة وأخرى إما بداعي الإرهاق أو بداعي السلامة، ولا نعلم إلى متى ستستمر الأزمة؟ وإلى أين ستقود أنديتنا ؟، في ظل منظومة تخطيط محبط داخل أروقة إتحاد القدم وتحديدا لجنة المسابقات. الحل في الرعاية هي عوائق أو عقبات ليست بالجديدة علينا لا سيما في السنوات الأخيرة، حيث يعاني الفرد منا مشاكل الحجز، فما بالنا حين يكون الحجز لطاقم فريق كروي بأكمله ؟ّ!. وأمام كل تلك العقبات ليس هنالك من حل إلا بإدخال الخطوط السعودية أروقة إتحاد القدم لتكون شريكا أسياسيا وراعيا رسميا للدوري في محاولة الهدف منها الارتقاء بكرتنا السعودية، فالتطوير لا يكون بجلب اللاعبين وتغيير المدربين، بقدر ما هو في منح الشركات ذات العلاقة العضوية الكاملة لتكون شريكا لاتحاد القدم في ظل التغييرات الأخيرة بغية الإسهام في حل مايعتري كرتنا من أزمات لعل الخطوط السعودية أحد أهمها.