تبلغ نسبة الشباب في بلادنا حوالى 23% من نسبة السكان، وهي نسبة كبيرة يجب عدم إهمالها، وتقديم كل شيء من أجل تسهيل حياتها، بل وسائر احتياجاتها. ولأن غالبية شبابنا يقضون جزءا من أعمارهم في الجامعات فإن دور الجامعات يتعاظم كثيرا، ومسؤوليتها تصبح مباشرة في حفظ حقوق الطلاب، الفكرية والعلمية والأمنية والوظيفية. وإذ عرفنا أن شباب الجامعات لا يعيشون بين جدران مجتمعهم وإنما يطوفون بين مشارق الأرض ومغاربها وهم يجلسون في غرفهم، ويتواصلون مع شباب تلك الدول ويعرفون كيف يعيش أولئك في جامعاتهم أدركنا أهمية معاملاتهم بكل وضوح والابتعاد عن الأساليب القديمة التي ما عادت تقنع أحدا. في منتصف الأسبوع الفائت احتفلت ثلاث جامعات في المنطقة الشرقية بتخريج مجموعة من خريجيها؛ فجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران احتفلت بمرور خمسين سنة على افتتاحها؛ ومعروف أن هذه الجامعة تعد واحدة من أفضل جامعاتنا، وقد تحدث في حفل الافتتاح مجموعة من المدعوين في مقدمتهم سمو أمير المنطقة الشرقية ومعالي وزير التعليم العالي وآخرون وكان الحديث حول مسيرة الجامعة ودورها. ميزة هذه الجامعة أنها تعتني بطلابها من الناحية العلمية ولهذا لا يكاد أحدهم يتأخر في الحصول على وظيفة مناسبة وهذا ما لا يوجد في جامعة أخرى كما أعرف.. ومن هنا فإني أرى أنها تقوم بدور مهم في خدمة شبابنا ولكن هناك أدوارا أخرى لا تقوم بها.!! جامعة الملك فيصل خرجت دفعتها ال 33 وعددهم 4321 طالبا وطالبة، وأكد مديرها الدكتور يوسف الجندان أن هناك مشروعات قادمة للجامعة منها: المستشفى الجامعي، وكلية طب الأسنان، وكلية العلوم الطبية والتطبيقية، وهي مشروعات مهمة تحتاجها الأحساء كثيرا لاسيما إذا عرفنا ضعف الإمكانات الصحية في المحافظة. لاشك أن جامعة الملك فيصل تقوم بعمل كبير لكن المطلوب منها أكبر بكثير، فكثيرون من خريجها لا يجدون وظائف مناسبة، وحركتها المجتمعية لاتكاد ترى، ومشاركتها بين أوساط الشباب قليلة أيضا مع أنها تستطيع فعل الكثير!! وكلية الشريعة في الأحساء التابعة لجامعة الإمام هي الأخرى احتفلت بتخريج الدفعتين 28، 29 من طلابها وعددهم 962 طالبا، وقد حضر هذا الاحتفال سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء وعدد كبير من المسؤولين. الذي لفت نظري في احتفال الكلية أن مدير الجامعة حرص على لقاء الأساتذة والطلاب قبل الاحتفال، كما حرص على الاستماع لأسئلتهم ومطالبهم، وكانت استجابته مباشرة لكل هذه الطلبات!!.. الطلاب الذين يأتون يوميا من الدمام إلى الأحساء ويدفعون مبالغ مالية للشركات الناقلة تعهد لهم أن هذه التكاليف ستتحملها الجامعة مباشرة!!، سعدت كثيرا وأنا أسمع تصفيق الطلاب تعبيرا عن فرحتهم في جامعة يصعب فيها سماع صوت التصفيق!!، استجاب أيضا لطلبات الأساتذة المادية والمعنوية، فكان الكل فرحين بما سمعوا، ويبقى دور الاستجابة.. أعود إلى ما بدأت به، أين يكمن دور الجامعات في حفظ الشباب بشكل عام؟! نعرف أن خليجنا يمر بمتغيرات كبيرة وكذلك عالمنا العربي، وشبابنا يتأثرون بكل ما يرون ويسمعون، كما أن مشكلاتهم المعيشية تسبب لهم أرقا كبيرا، والجامعات بكل ما فيها من أساتذة وعلماء وإمكانات مادية تستطيع تقديم الكثير، ولو فعلت ذلك لأسهمت مع الدولة في حفظ الأمن الفكري والأمن بشكل عام لمعظم الشباب. مطلوب من جامعاتنا أن تسهم في احتضان مجموعات من شباب الخليج خاصة جامعة الإمام والجامعة الإسلامية لأن هؤلاء يتعرضون لغزو فكري رهيب يؤثر عليهم وعلينا.. عرفت أن جامعة الإمام تقوم بدور كبير في ذلك ومثلها الجامعة الإسلامية لكن مصلحة بلادنا تحتاج أكثر سواء من هاتين الجامعتين أو غيرهما من جامعاتنا.. الحديث عن دور الجامعات في حياة شبابنا يطول لكن المقال له مساحة لا تطول!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة