«اطلعنا على ما توفر من معلومات تضمنت أن كثيرا مما ينشر في وسائل الإعلام من تظلمات بعض المواطنين وشكاواهم يشير إلى قصور كبير في أداء بعض الجهات الحكومية وبالذات الخدمية منها في تلبية احتياجات المواطنين والإجابة على استفساراتهم وشكاواهم، أو تقديم تفسير مقنع لقصور بعض تلك الخدمات، وذلك على الرغم من تأكيدنا المستمر على العمل على رفع مستوى ما تقدمه الجهات الحكومية للمواطنين من خدمات، ولأهمية ذلك نرغب إليكم التأكيد على الجهات المختصة بالحرص على تطوير الخدمات التابعة لها وتقديمها لكل محتاج من المواطنين وتلافي أي قصور».. ذلك هو مضمون الخطاب الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين مؤخرا إلى 15 وزارة ونشرته بعض الصحف قبل أيام، وخطاب كهذا لابد أن يكتسب أهمية كبيرة لأنه يأتي من رأس هرم السلطة، وبلغة واضحة مباشرة حاسمة وحازمة لا تقبل التأويل أو التفسير المزاجي لأي مسؤول على غير ما هي عليه.. لقد جاء هذا التوجيه في وقته المناسب ليضع النقاط على الحروف ويحسم اللبس الذي نتج في وقت سابق حينما صدرت توجيهات للجهات الحكومية بمقاضاة وسائل الإعلام التي تنشر بعض الأخبار التي لا تتسم بالدقة أو تتضمن معلومات غير صحيحة أو مؤكدة. حينها طارت كثير من الوزارات في العجة وظنت أن ذلك يعني إلجام الصحف وقطع الطريق على المواطنين الذين يبثون شكاواهم مباشرة إلى الصحافة أو من خلال أعمدة الكتاب أو أي منبر إعلامي، ظنت أن ذلك يعني تمييع الحقائق في بوتقة التجاوزات أو إنكارها في إطار الادعاء بالمبالغة، واعتقدت أن ذلك التوجيه سيكون سيفا مسلطا على رقبة الإعلام تخيف به من تشاء وتكتم به صوت الحقيقة.. لكن الخطاب الأخير يضيء عتمة الوهم الذي تلبس بعض العقول ويؤكد أن وسائل الإعلام لازالت ذات مصداقية كبيرة وأنها مؤشر يتصف بقدر كبير من الدقة في تقييم أداء الجهات الخدمية بالذات.. إننا نرجو كل الجهات التي وجه لها الخطاب، بل كل الأجهزة الحكومية المعنية بخدمات المواطن، أن تقرأ خطاب الملك جيدا وتعيد قراءته أكثر من مرة، وتوزع نسخا منه على كل منسوبيها لقراءته كل صباح قبل أن يقابلوا أي مواطن أو يباشروا أي معاملة.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]