شرع فريق لجنة المسح الميداني لمشروع درب المشاعر في مكةالمكرمة في جولات ميدانية أمس على «حارة القرشان» في المنطقة الرابطة بين حيي العزيزية والششة، وذلك ضمن الدراسات الفنية والتصميمية والتخطيطية لتقدير العقارات الواقعة في نطاق المشروع والبالغة 168عقارا، وسط مخاوف من سكان الحي من عدم الإنصاف في التقديرات لمنازلهم التي تقع ضمن مربع يصفه العقاريون ب«الذهبي». وتعمل اللجنة الميدانية خلال الستين يوما المقبلة في الالتقاء بملاك العقارات وفحص المستندات الشرعية النظامية لهم وذلك قبل الانطلاقة الفعلية في المشروع، الذي يهدف إلى تطوير الموقع كمركز نقل ترددي متعدد الوسائل يخدم المشروع والمنطقة والمشاعر والحرم بشكل فعال، وتحسين وتطوير الوصلة الحضرية للمشاة التي تصل بين المشاعر المقدسة في منى والطريق إلى الحرم المكي الشريف، وتوفير خدمات السكن للحجاج والمعتمرين، وتخفيف الضغط على المساكن والنقل والمرافق والخدمات والبنية التحتية في المنطقة المركزية، وتوفير مركز للأنشطة الحضرية يخدم المنطقة ومدينة مكةالمكرمة ويعمل بالتكامل مع مسار الشريان التجاري الرئيس المقترح في منطقة العزيزية. وبينت مصادر «عكاظ» أن الشركة المطورة لمشروع درب المشاعر التي أسندت إليها مهمات إنشاء وإدارة المشروع الذي يقع على أرض مساحتها 125 ألف متر مربع، والواقعة في حي العزيزية وتبعد عن الحرم مسافة 3 آلاف متر، وعن الجمرات مسافة 500 م، ويحدها من الجهة الشمالية طريق الملك فيصل ومن الجهة الجنوبية ممر المشاة ومن الجهة الشرقية طريق الملك فيصل وممر المشاة، ومن الجهة الغربية شارع المسجد الحرام، وتحوى قرابة 165 عقارا، ستتولى تطوير منطقة الششة، وتحسين المظهر الحضري والتشكيل العمراني بما يتماشى مع الطابع المعماري المكي لمنطقة المشروع، شريطة أن يكون المشروع عملا تطويريا مميزا يعطي مثالا يحتذى به في تطوير المشاريع ويوفر خدمات السكن، الأنشطة التجارية، وتخفيف الضغط على المساكن والنقل والمرافق والخدمات والبنية التحتية في المنطقة المركزية، وتوفير مركز للأنشطة الحضرية يعمل بالتكامل مع مسار الشريان التجاري الرئيسي في منطقة العزيزية ويكون متكاملا معه، وتوفير مواقف للسيارات للسكان الدائمين والموسميين، وتأمين فرص عمل جديدة في المنطقة. التوجس من التثمين «عكاظ» رصدت في جولة داخل أزقة الحي الحياة، حيث بدأت الوجوه بانتظار اللجنة الميدانية وسط مخاوف من ضعف مبلغ التثمين، حيث أبدى عدد من ملاك العقارات التي سوف يتم نزعها من قبل امانة العاصمة المقدسة في حي الششة «حارة القرشان» هذا التخوف. يقول المواطن عبدالله الشهراني: تدور الأحاديث في المجالس بأن التثمين سوف يكون من 15 20 ألف ريال للمتر للمواقع التي تقع داخل الحي، و40 ألف للمتر للمواقع التجارية، إلا أن هذه المبالغ لا تكفي لإيجاد أرض في أحياء مكةالمكرمة وتشييدها مع غلاء الأسعار، مضيفا أنه يجب أن يرفع قيمة التثمين أكثر من 50% من قيمته، فالموقع الذي نقطن به لا يقدر بثمن حيث إيجارات الحج والقرب من الحرم المكي الشريف، مشيرا الى أن كثيرا من سكان الحي منذ فترة طويلة لا يستطيعون البيع داخل الحي وذلك بعد انتشار أنباء المشروع المزمع إقامته في الحي. ويضيف المواطن حامد القرشي أن المنازل رقمت منذ ما يقارب العامين دون أن يتم نزع الملكيات داخل الحي بالإضافة إلى حصر المنازل داخل الموقع حيث وصل عددها إلى 166 منزلا سوف يقوم المشروع بإزالتها. وأشار سعود القرشي الى أنهم لم يقوموا بالبحث عن منازل للانتقال إليها وإنما «سوف ننتظر حتى يتم تسليم الاستحكامات الشرعية إلى أمانة العاصمة المقدسة والبدء في الإزالة». خياران أمام الملاك من جهته، بدد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار هذه المخاوف، حيث أكد ل«عكاظ» أمس، أن أمام ملاك العقارات خيارين؛ إما قبول التعويضات أو الدخول في المساهمة بعقاراتهم كرأسمال في المشروع، موضحا أن لجنة خاصة مكونة من عدة جهات حكومية مسؤولة عن تقدير التعويضات في هذا المشروع، وفي حالة عدم رضا أي مواطن فيحق له التظلم، مؤكدا أنه لا داعي لمخاوف الإجحاف التي تتلبس الملاك في هذا المشروع.