اطلعت على المقال الذي كتبه عبده خال عن «المدخنات وأسبابهن» وهو مقال إن حمل في مضامينه الكثير من التخوف وهو تخوف في محله فانتشار ظاهرة التدخين وسط النساء في المملكة أمر يخالف قيمنا الدينية والاجتماعية، ويبدو أن هذه الظاهرة التي اجتاحت مجتمعنا جاءت نتيجة لتداخل بعض الثقافات المستوردة إلينا عبر التداخل المجتمعي أو وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. ولكن يمكن محاصرة هذه الظاهرة إذا تفاعلت شرائح المجتمع المختلفة مع برامج مكافحة التدخين. ومقال عبده خال يعد مساهمة ثرية من المثقفين في مكافحة الظواهر السلبية في المجتمع ومنها ظاهرة التدخين وهذا الدور هو المأمول من مثقفينا، وإن كنت أعتب عليه بقوله «ففي كل مكان انتشرت المقاهي النسائية لشرب المعسل ومن لا تعسل في مقهى فهي تعسل في بيتها، ومن لا تعسل تدخن، ورفض هذا التزايد ليس من الجانب الأخلاقي بالنسبة لي وللكثيرين وإنما رفض من الجانب الصحي»، فهذا التعميم فيه إيهام وتوجيه غير مباشر لغير المدخنات فكلنا نعلم أن التدخين في عمومه آفة غير مقبولة، فالمرأة المدخنة حقيقة تعيش أزمة، وتجاربنا في القسم النسائي أثبتت ذلك فكل المدخنات اللائي يطلبن الإقلاع عن التدخين يشترطن قبل الخضوع للبرنامج العلاجي عدم التطرق لأسمائهن خشية أن يعرضن سمعة عائلاتهن للتشويه. وفي اعتقادي أن الآثار الأخلاقية والاجتماعية لا تقل خطورة من الآثار الصحية وقد يؤدي إلى آثار خطيرة منها تعاطي المخدرات ولا يتوقف الأمر على ذلك فإن اجتماع مجموعة من المدخنين ولاسيما صغار السن قد يؤدي إلى ممارسات خاطئة، وممارسة السرقات والنهب والسلب واكتساب عادات سيئة وغير أخلاقية! كما أعتب على الأستاذ/ عبده خال المبالغة في وصف مواعيد عيادات مكافحة التدخين بأنها طويلة الأمر الذي يجعل المدخن يصرف النظر عن الإقلاع عن التدخين ، ولا أعلم من أين استقى الأستاذ / عبده هذه المعلومة، فعيادات مكافحة التدخين تترقب المدخنين بل ولا أبالغ أن قلت أنها تتلهف للباحثين عن الإقلاع، وقد سخرت كل إمكانياتها العلاجية والاستشارية في خدمة المدخن، وبحمد الله لم يحدث في يوم من الأيام، وأنا أتحدث عن «جمعية نقاء» وجميع الجمعيات في المملكة مثلها أو أحسن منها أن تم تأخير أحد من المراجعين ولو ليوم واحد. أما قوله فما نسمعه عبر الإعلام عن قيام حملة لمكافحة التدخين ما هي إلا أخبار تتناثر في الصحف وعلى البروشورات الموزعة هنا وهناك كلام مجاف للحقيقة فإن جمعية نقاء لوحدها تمكنت في مدينة الرياض في الفترة الماضية تنفيذ أكثر من 11 حملة كبرى و6 مهرجانات استهدفت الأطفال لتوعيتهم بأضرار التدخين القسري استفاد منها 1.853.244 هذا غير العشرات من البرامج التوعوية عبر الإذاعات والقنوات الفضائية، ولقد أقلع خلال الخمس سنوات الماضية في الرياض وحدها أكثر من 27 ألف مدخن عبر برنامج رياض بلا تدخين الذي ترعاه مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية. سليمان بن عبدالرحمن الصبي