لم يكن مدهشا أو مفاجئا أن يتحفظ النظام السوري على خطة عنان بعد أن كان قد قبل بها قبل أيام فتتحدث دمشق عن أن هناك ملاحظات على الخطة ينبغي التفاوض حولها ذلك أن من تتبع مواقف النظام السوري بدءا من موقفه من المبادرة العربية يدرك أنه أمام نظام مراوغ يقبل ما يتم تقديمه من مبادرات كسبا للوقت كي يعود ويتراجع عما قبل به سواء برفضه جملة وتفصيلا أو بمحاولة إفراغه من مضمونه، وذلك بعد أن تحقق له خلال الفترة بين القبول والرفض ما يريده من قمع وقتل وتشريد للشعب السوري، مؤملا أن ينهي الحسم على أرض المعركة كل ما تحاول أن تصل المبادرات إلى حسمه. بين موافقة النظام السوري على خطة عنان وإعادته النظر فيها وحديثه عن الحاجة إلى التفاوض حولها عشرات القتلى من الشعب السوري ومئات المنازل المهدمة وآلاف المهجرين والمشردين استغل ما أعلنه من موافقة على خطة عنان لكي يمعن في القتل والتشريد والعالم يقف منتظرا بدء التنفيذ لما وافق عليه، حتى إذا تحقق له ما أراد من قتل وتشريد راح يطلب التفاوض على الخطة انطلاقا من أن التفاوض سوف يعطيه فرصة أخرى لمزيد من أعمال الإبادة التي مارسها ضد شعبه. إن على العالم أن يفقه أنه أمام نظام ديكتاتوري مراوغ يوافق ويتنكر لما وافق عليه، يظهر في العلن ما يعمل عكسه في السر، ولذلك لا بد من العمل الجاد والمباشر لكي يتم إنقاذ الشعب السوري من براثنه.