مرت مدينة العيص بحضارات عدة آثارها باقية إلى هذا اليوم، منها قصر البنت الذي يعود تاريخه ل400 سنة قبل الميلاد، وبرك منتشرة لسقيا الحجاج وقوافل التجار. وكانت مدينة العيص كبقية مدن الجزيرة العربية تعيش في معزل عن العالم الخارجي. ويقال إن هذه المدينة اجتاحها سيل جارف يعرف بين أهالي المنطقة بسيل صباب استمر لمدة 7 أيام يعبر مع الوادي، إذ كان يغطي مدينة العيص بأكملها من الجبل إلى الجبل، بل كان ارتفاعه عاليا جدا، ونبعت بعد هذا السيل عيون تجري على سطح الأرض بقيت فترة من الزمن، وكانت سببا بعد الله بوجود المزارع بهذه المدينة التي كان يعتمد أهلها على الزراعة والرعي، إذ كانت مدينة العيص واحة خضراء على امتداد الوادي تلتف بثوب البساطة التي يعيشها اهالي هذه المدينة التي كانت رغم صعوبة العيش بها إلا أن الحياة ممتعة وجميلة، فكان أهالي مدينة العيص يعتمدون على قضاء حاجاتهم مشيا على الأقدام، فلم يكن هناك سوى سوق واحد يعرف حاليا بالسوق القديم، ويقع هذا السوق بالجهة الشرقية للواحة الخضراء التي يعتمد السوق عليها بعرض ما تنتجه تلك المزارع من التمور والحمضيات وغيرها، وكذلك ما يجلبه أهل البادية من أغنام لبيعها وشراء أغراض كالبن والهيل وغيرها من الالتزامات البسيطة في ذلك الزمان بثمنها، بل كان السوق ملتقى لأهالي المدينة يجدون به الاخبار ويتناقلون منه الأشعار.