في البداية، لقد ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا الموضوع تحديدا.. لأني لم أكن أعرف من أين أبدأ وعن ماذا أتحدث .. ولكن عندما رأيت مقطعا مصورا لمدى إصرار وتصميم هذه الفئة الغاليه علينا، قررت أن أكتب بعضا مما استطعت التعبير عنه .. إنهم ذوو الاحتياجات الخاصة .. هؤلاء الأبطال المبدعون والأقوياء في إصرارهم وإثباتهم لنا دائما بأن الإعاقه ليست بالجسد. بل بالتخاذل والكسل واليأس. فهم ممن أحبهم الله فابتلاهم لكي يختبر صبرهم وإيمانهم واحتسابهم.. عندما أقرأ وأرى عنهم في الصحف والتلفزيون يبهرني مدى قدرتهم على إثبات وجودهم وأنهم فاعلون في المجتمع ويستطيعون فعل أغلب ما نفعله نحن الأصحاء.. بل ربما منهم من استطاع أن يتغلب على الأسوياء في مجاله وفي عمله.. وقد رأيت منهم المخترعين والمبدعين والمثقفين أيضا.. وقد حباهم الله رغم الإعاقة نفسا طيبة وأخلاقا رفيعة وابتسامة دائمة فنادرا جدا ما نرى معاقا كئيبا أو عصبي المزاج .. فسبحان الله ما أخذ الله شيئا من عبده إلا عوضه خيرا منه.. لذلك أريد أن أرسل رسالتين تتعلقان بذوي الاحتياجات الخاصة: الأولى: لمن لديه ابن او ابنة من هذه الفئة المتميزة (لقد أهداك الله هدية غالية الثمن بها يرى صبرك واحتسابك وإيمانك فحافظ عليها واجعلها أغلى ما لديك فما تدري لعل بهم يأتي الخير وبرعايتهم يأتي الأجر والثواب والمغفرة وجنات النعيم) وأما الرسالة الثانية .. فهي لبعض العاملين في المراكز المتخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة (يؤلمنا ما نسمع ونرى ونقرأ عن بعض الإهمال والأذى التي قد تؤدي إلى إصابتهم أو حتى وفاتهم .. لذلك أقول لكل من تسول له نفسه أن يؤذيهم أو يهملهم متعمدا.. اتق الله في نفسك ربما دعوة منهم أو من ذويهم تكون سببا في دمارك وأسرتك وأعز من تحب .. واجعل خشية الله وطلب الاجر والثواب أمام عينيك لكي ترى السعادة في الدنيا والآخرة) .. واطالب الجهات المختصة ان يكون هناك مشرفون او مفتشون يذهبون لهذه المراكز بشكل دوري وفجائي لمتابعتهم والوقوف على احتياجاتهم .. واتمنى من هذه المراكز ايضاً ان تقيم حفلا سنوياً لتكريم المتميزين من العاملين لديها وتكريم المبدعين من المعاقين .. وبذلك سيكون هناك دافع قوي للطرفين للتميز بين العاملين والإبداع والاختراع بين المعاقين .. وأخيراً .. أختم حديثي بتذكير كل من يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من عائلته أو أقربائه أو غيرهم بهذا الحديث الشريف .. عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لايرحم الناس لايرحمه الله» متفق عليه.. فاتن الغامدي (جدة)