تحاول الحكومة العراقية الانتهاء من مراسم وتحضيرات القمة بأقل الخسائر، وسط أجواء أمنية مريبة في العاصمة بغداد، وفي هذا الإطار قررت الحكومة العراقية أن تبدأ أعمال القمة العربية في الصباح الباكر اليوم. وتنعقد القمة في المنطقة الخضراء في قصر المؤتمرات التي كانت في الأصل ثكنة عسكرية، وأصبحت مدينة مدججة بالسلاح والمصفحات، فيما بدا أن القمة لن تستغرق سوى بضع ساعات، تشهد خلالها جلسة افتتاحية للتسليم والتسلم بين ليبيا والعراق وعرضا لتقرير الأمين العام، ثم جلسة مغلقة ربما تستغرق نحو الساعة يعقبها تناول طعام الغداء ثم مغادرة الوفود العربية فورا. وصدرت تعليمات للوفود وخاصة الصحفيين والإعلاميين بالنزول من الفنادق الخامسة فجرا، مما خلق حالة استياء ودهشة عن مغزى التبكير المبالغ فيه حتى رأى البعض أنه لا وقت للنوم ما بين العودة للفندق والاستيقاظ مبكرا. لم تكن هناك موضوعات يتضمنها جدول الأعمال الوزاري تثير اللهفة وشغف وترقب الإعلاميين، ولا هناك « قذافي» تعهد بمفارقاته ومغامراته ووضع القمة على شفا الانفجار، لأن الطبخة تجهزت وجرى إعدادها لاجتماع لمجرد إثبات الحدث والتوقيع على قرارات لا جديد فيها شأنها شأن كل القرارات التي سبق وأن صدرت سواء عن المجلس الوزاري أو حتى قمم سابقة. وليس سرا أو خافيا أنه برغم إظهار العراقيين اطمئنانهم للترتيبات الأمنية التي تحت السيطرة والتحكم أذاع التليفزيون وقناته الرئيسية الناطقة باسم الحكومة تنبيهات عدة مرات إلى المواطنين بالإبلاغ فورا عن أي شكوك أو ارتياب في أشخاص يستهدفون المواطنين، أو ضيوف العراق من الوفود العربية المشاركة في القمة. وخلال جولة قامت بها «عكاظ» في المنطقة الخضراء تلمسنا مايشبه بحظر التجول في المناطق، كما جرى تفريغ المناطق السكنية في مقر إقامة الوفود العربية بالكرادة من سكانها فضلا عن الانتشار غير العادي للقوات العراقية، كما لاحظنا وجود جنود أمريكيين في عمليات تفتيش السيارات والمركبات للوفود الإعلامية.