اعتبر اقتصاديون القواعد العسكرية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة أحد الروافد الاقتصادية الهامة في تنمية العديد من القطاعات، مشيرين إلى أن تلك القواعد ساهمت كثيرا في تنمية المناطق القريبة، من خلال افتتاح المشاريع الاقتصادية، خصوصا وأن تلك القواعد تحتاج إلى خدمات لوجستية متعددة، مما يفرض على القطاع الخاص التحرك نحو الاستفادة من تلك المنشآت العسكرية من خلال إيجاد مواقع قريبة، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على تنمية المشاريع الخاصة. مشاريع ومواقف إنسانية وقال رئيس غرفة الشرقية عبد الرحمن الراشد إن المنطقة الشرقية تجد نفسها في أبهى حلة، وأجمل مقام وهي تستقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، الذي يشرفنا بهذه الزيارة الميمونة الأولى، مضيفا، إننا حين نتحدث عن سمو وزير الدفاع فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هي جملة الأنشطة والمشاريع والمواقف الإنسانية التي بذلها ويبذلها طيلة مسيرته في السنوات الماضية، حيث حفر سموه بأحرف من ذهب سجلا حافلا في العديد من المجالات، لاسيما عندما تسنم مسؤولية إمارة الرياض، حيث استطاع أن يحدث نهضة عمرانية كبيرة، فضلا عن العديد من الإنجازات التي سطرها في السنوات الماضية، وأضاف أن المشاريع التي يدعمها سموه ويرعاها ليس لها حدود، بل تجاوزت الحدود السعودية لتشمل بعض أبناء العالم العربي والإسلامي، وذلك إنما يدل على أن أيادي سموه البيضاء ممدودة لكل عمل من أعمال الخير. وأشار إلى أن كل إنجاز علمي أو اقتصادي أو تنموي لا يكون إلا إذا تعمق هذا التواصل، وجرت الأمور وفق معطياته، ومن هنا جاءت هذه الزيارة الميمونة لسمو وزير الدفاع التي تعكس حرص القيادة الرشيدة في بلادنا على التواصل مع المواطنين، والتواجد في أوساطهم، وتلمس حاجاتهم. التواصل بين القيادة والشعب من جانبه رحب أمين عام غرفة الشرقية عبد الرحمن الوابل بزيارة وزير الدفاع الميمونة إلى المنطقة الشرقية واصفاً إياها بأنها تصنف ضمن حالة التواصل التي تشهدها المناطق السعودية بينها وبين الحكومة الرشيدة، ومواطنيها الذين يبادلون القيادة في التواصل وتبادل المودة والولاء، والجامع بينهما هو تنمية هذا الوطن وعزته ورفعته تحت راية التوحيد. واضاف بأن هذا التواصل بين القيادة والشعب، هو السر الكبير وراء هذه النهضة العظيمة التي تشهدها البلاد، فالقيادة تتحسس آمال وتطلعات مواطنيها وتتفاعل معها، وتسعى لتحقيق الآمال وتخفيف الآلام، والشعب يسعى لأن يعطي قيادته الوفاء والإنتاج ما أسفر عنه قيام تنمية شاملة كان الإنسان ومايزال محورها الأساسي، والدائم. وقال عبدالرحمن العطيشان عضو لجنة النقل البري بغرفة الشرقية، إن زيارة سمو الأمير سلمان للمنطقة الشرقية تمثل أهمية بالغة بالنسبة لأهالي المنطقة، خصوصا وأنها الزيارة الأولى منذ تسلمه مهام وزارة الدفاع خلفا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – وهو ما يعطي الزيارة أهمية بالغة على الصعيد الشعبي والرسمي، موضحا، أن شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز تمتاز بالجانب العملي، فهو رجل عملي من الطراز الأول، بالإضافة لكونه لا يحب المظاهر حيث يحرص على الوصول للحقيقة والاهتمام بالجوهر في جميع القضايا التي يشرف عليها، وبالتالي فإنه سيواصل مسيرة التطور التي سجلتها وزارة الدفاع إبان تولي سمو الأمير سلطان مسؤولية الإشراف عليها، حيث شهدت تطورا كبيرا وتوسعا غير مسبوق في جميع المجالات الأمر الذي انعكس على تنامي عدد أفراد الوزارة وكذلك دخول الأسلحة المتطورة و الطائرات الحديثة. وذكر علي برمان نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية، أن زيارة وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية من الأهمية بمكان باعتبارها الأولى من نوعها، فضلا عن كون الوزير سيطلع على القطاعات العسكرية عن قرب ويتلمس الاحتياجات ويستمع للقيادات العسكرية. الآثار الاقتصادية وحول الأثر الاقتصادي للقواعد العسكرية المنتشرة بمختلف مناطق المملكة، أوضح أن الآثار الاقتصادية بادية للجميع، بمجرد الإعلان عن إنشاء إحدى القواعد تبدأ القطاعات الاقتصادية المختلفة بالتحرك باتجاهها، مشيرا إلى أن القطاع الخاص استفاد كثيرا من تلك العقود الضخمة الهادفة لإنشاء القواعد العسكرية التي تتطلب خدمات لوجستية كثيرة، فضلا عن نشوء مناطق اقتصادية وأسواق قريبة منها، بحيث تبدأ الأراضي المجاورة لها بالارتفاع التدريجي، نظرا لحاجة الكوادر العسكرية للكثير من هذه الخدمات، مؤكدا أن العوائد الاقتصادية الناجمة عن القواعد الاقتصادية ليست خافية على الجميع، فأغلب المناطق القريبة من تلك القواعد تشهد حركة اقتصادية نشطة.