يحتفل العالم الثلاثاء المقبل باليوم العالمي للمسرح ونحتفل نحن أيضا بالمسرح مثلنا مثلهم، ولكن كيف نحتفل نحن، وكيف يحتفل العالم من حولنا هو السؤال الذي يجب أن يطرح ليجد إجابة، وهذه الإجابة مقرونة بالشواهد على أن لدينا فعلا اهتماما بالمسرح ونعمل على تنمية المواهب المسرحية ونقدمها للساحة وندعم جمعية المسرحيين مالا وعتادا، لكن في واجهة كل من تربص بناء مقوضا للجهود، لكن هل هذا صحيح؟؟ إننا نحتفل هذا العام ونحن في خلاف وشكاوى وصلت إلى أروقة المحاكم غير مبالين للخبرات وما قدمته وللمواهب وما أنجزت -إذا كان هناك إنجاز- لا أريد أن أتهم أحدا بالتقصير، ولكن نحن نريد أن نخرج من دائرة الاجتهادات الفردية إلى العمل المؤسسي ومن دائرة المبادرات إلى دائرة النشاط المخطط، لقد سئمنا مرة الركاد وغياب المعاهد وتقويض المسرح في أفرع جمعية الثقافة والفنون، لذلك نحن دوما نحلم بصوت خافت وصوت مرتفع علنا في يوم من الأيام، نجد صدى لهذا الصوت ونعد الكوادر للمشاركات المشرفة خارجا ونقتنص الفوز بدلا من تسوله. إن تطور المسرح السعودي مرهون بحل إشكالياته الإدارية وتصنيفاته الفنية والقضاء على شلليته المقيتة ودعم شبابه المتقد نشاطا وحيوية فهذا هو طريق الغد والهوية، لكن دون أن نقدر خبراتنا ونضع أنفسنا في موضعها الحقيقي وندعي المسرح دون أن يكون لدينا أرصدة فنية فهذا أمر يقوض الجهود لأنه يساوي بين الخبرة والموهبة ويرصد تاريخا مشوها تحفه الذاتية وتبتعد عنه الموضوعية. ختاما، نشكر فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الرياض الذي أعلن عن تكريمه رموزا من المسرح غابوا عن دنيانا بفنهم الجميل وتركوا لنا أعمالا خالدة ترمز لتاريخ أبو الفنون وعبق الماضي وصفا النفوس.