لعلكم ما نسيتم.. حين شب الحريق في المجمع العلمي بالقاهرة العزيزة اكتشف المصريون أن عندهم مجمعا علميا فاخرا يحوي كنوز المعرفة وجديرا بالمحافظة عليه والافتخار به، فصاروا يملأون الفضائيات نحيبا عليه وينعون فقده الأليم! وتحول مبناه المحروق من مبنى للمجهول إلى معلوم وبات في غمضة عين جراء الكارثة تحت السمع وملء البصر العربي الممتد! وقبل الحريق كان مسكوتا عنه ولم يكن مشهورا ولم يتحدث عن مضامينه أحد!! كأنما كان سرا من الأسرار الحربية جريمة الحديث عنه! بل إن كثيرا من المثقفين والفنانين بمصر لا يعرفون محتوياته ولم يسبق أن زاروه أو سألوا عنه! هذا ما عبرت عنه في تلك الأثناء التغطيات الإعلامية المصرية والعربية. فإذا لم يعرفه أهله المصريون هل يعرفه غيرهم من العرب!؟ وفي هذه أحدثكم ولا حرج فالزوار العرب في مصر قد يعرفون الأهرامات حيث يتفسحون.. ويعرفون مواقع المسارح والسينمات أو حتى اسم الشارع الذي تسكنه ليلى علوي... أما المجمع العلمي فلم نسمع من قبل أن طوابير الزوار كانت تصطف عنده! والحقيقة.. معظم العرب يجهلون ما عند العرب من كنوز معرفية أو معالم للفكر والثقافة! فلا مرجعية عربية لديها دليل شامل عن مصادر ومعالم المعرفة في بلاد العرب!! والجامعة العربية لم تنجح في السياسة ولا الاقتصاد فهل تنجح يا عيني في الثقافة؟! وأعتقد أن معظم الموظفين فيها نسوا أنهم عرب إن كانوا من العرب!! وهي لا تبذل أدنى الجهود في الرعاية والمحافظة على الثروات العربية المعرفية المتعلقة بالفكر والثقافة ولا تسأل عنها! فحينما شب حريق المجمع العلمي المصري ومقر الجامعة مصر كان التساؤل الشائع كيف يتم جمع التمويل اللازم للترميم وكيف يمكن استعادة ما تم تخريبه وسرقته! لم نسمع آنذاك للجامعة العربية صوتا ولا رأيناها تقفز غيرة وحمية وشعورا بالمسؤولية للدفاع عن المجمع العلمي الذي هو ثروة قومية عربية!! تأملوا ما حدث في العراق المنكوب من أعدائه ومحبيه!!... في العراق قامت حرب وانتهت حرب ومات ناس وتشرد ناس أين ذهب العلماء والمفكرون العراقيون؟ إلى ماذا آل مصيرهم؟ من سأل عنهم بعد أن هاجروا خائفين أو مطرودين... هل وجدوا احتواء من الجامعة العربية؟ هل تدري عنهم أصلا؟ ماذا بقي في العراق من كنوز المعرفة أين تاريخها الثقافي العريض؟! فالعراق لم يكن نكرة وكان فيه علماء ومفكرون وعقول بشرية مبدعة ماذا جرى عليهم وأين هم الآن؟ هذا هو التخلف العربي وإذا كانت العبارة غير لائقة فلن أعتذر! معظم مصادر معالم المعرفة والفكر العربي مفقودة وغير معروفة حتى بين أهلها وناسها وأخبار ما يجري عليها تنتهي بمجرد انتهاء الكارثة التي لفتت الأنظار إليها فهل تعرفون ما جرى على المجمع العلمي المصري بعد الذي صار؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة