حالة من القلق والإحباط يعيشها غالبية الطلاب اليمنيين الذين يعيشون في المملكة بعد تخرجهم من الثانوية العامة، حيث تبدأ معاناتهم في البحث عن المستقبل عن طريق مواصلة دراستهم الجامعية، غير أن عقبة المقاعد المحدودة تقف عائقا أمام طموحهم؛ إلا من بعض الكليات المحدودة وبرسوم ربما تفوق قدراتهم المادية، وخيار آخر بديل يضطرون لسلوكه هو ترك الأسرة والعودة إلى اليمن ركضا خلف المستقبل، عندها يواجهون ظروفا لم يتأقلموا عليها؛ بعدا وشحا في الموارد والإمكانات والأجواء المضطربة التي تشهدها بلادهم. عدد من الطالبات والطلاب اليمنيين تمنوا أن تلتفت الجهات المختصة لمعاناتهم وتسهم في مساعدتهم على إكمال دراستهم، خصوصا المتفوقين منهم. وداد سليمان أفادت أن الفتيات والشبان اليمنيين الذين يعيشون في المملكة يدخلون في حالة من التيه بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية العامة، في ظل محدودية الفرص المتاحة أمامهم لرسم حياتهم المستقبلية. ورأت سليمان أن الوضع يزداد سوءا مع الفتيات اللاتي يتخوف ذووهن من إرسالهن إلى اليمن لإكمال الدراسة، فيمكثن في المنازل حتى ولو تخرجن من الثانوية بنسبة كبيرة تؤهلن للالتحاق بالكليات التي يردنها، متمنية أن تنظر الجهات المعنية في أمرهن بعين الاعتبار، وتسعى لمساعدتهن لإكمال تعليمهن. وألمحت إلى أن العديد من الطالبات اليمنيات المتفوقات أصبن بالإحباط، وهن يرين مصير زميلاتهن اللاتي سبقنهن في الدراسة ولم يجدن الجهة التي تستقبلهن لإكمال تعليمهن، بعد تخرجهن من الثانوية. بدوره، اتفق محمد الهميمي مع سليمان؛ مؤكدا أن الطالب اليمني يتوقف تعليمه عند الثانوية العامة حتى ولو كان متفوقا، نظرا لعدم قبوله في الجامعات إلا في كليات محدودة وبرسوم ربما لا يتمكن من توفيرها، لافتا إلى أن الأوضاع في اليمن لاتشجعهم على السفر لإكمال دراستهم هناك. من جانبه، أفاد محمد حسن سعيد أنه وكثير من زملائه اليمنيين يصابون بالإحباط حين يدركون أنهم لن يتمكنوا من إكمال الجامعة؛ ما يؤثر على تحصيلهم العلمي خلال دراستهم الثانوية، متمنيا أن ينتهي هذا الحال مع الأجيال القادمة. من جهته، قال إبراهيم فرج: إن خطط الشاب اليمني للأسف تتوقف بتخرجه من الثانوية العامة، لافتا إلى أنهم لا يدرون ماذا يفعلون بعدها، في ظل محدودية فرصة قبولهم في الجامعات، إضافة إلى مخاوف ذويهم من إرسالهم إلى اليمن خشية من الأوضاع غير المستقرة هناك. ورأى وليد الشرعبي أن الوضع يزداد سوءا بالنسبة للفتيات اللاتي يتوقفن عند الثانوية على الرغم من تفوقهن وحصولهن على نسبة مرتفعة تؤهلن لدخول الكليات التي يردنها، راجيا أن ينتهي هذا الحال ويتمكن الفتيات والشباب اليمنيون من تحقيق مستقبلهم الذي يحلمون به. إلى ذلك، تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد الطلاب اليمنيين الذين يتخرجون من المدارس الثانوية في المملكة سنويا نحو 10 الآف طالب وخمسة الآف طالبة، يجدون صعوبة في الالتحاق بالدراسة الجامعية، فغالبيتهم يتوقفون عن التعليم أو يدرسون بكليات لا تتناسب مع طموحاتهم، في حين يتوجه البعض لإكمال تعليمهم في اليمن خصوصا الذكور منهم، ما ينهكهم ماديا ويدخل ذويهم في حالة من القلق عليهم في ظل الأوضاع المضطربة في اليمن.