عندما كان حلف الناتو يساعد الشعب الليبي على التخلص من القذافي وينشر مظلته الجوية على المدن الليبية لحمايتها من سلاح جو كتائب الطاغية الهالك ويقصف قواته ويدمر منشآتها، كان بعض المرجفين من السياسيين والمعلقين والإعلاميين العرب يتباكون على الدمار الذي حصل لبعض المدن والقرى والطرق والمنشآت في ليبيا متسائلين عن الفائدة من نجدة الناتو للشعب الليبي إن كانت تلك النجدة تؤدي إلى دمار البلاد وسحق بنيتها التحتية، وربما بالغ بعض أولئك المتحدثين للفضائيات فأكدوا أن الحلف يتعمد تدمير المنشآت الليبية من أجل إعادة تعميرها عن طريق الشركات والمؤسسات الغربية فيصبح الغرب مثل المنشار يأكل وهو طالع ويأكل وهو نازل!. ما قاله أولئك الساسة والإعلاميون والغاوون قد يكون له نصيب من الصحة لأن الغرب لا يخدم أحدا من أجل سواد عينيه، ولكن أولئك المتباكين على الدمار الذي حصل في ليبيا على يد قوات حلف الناتو لم نرهم يمارسون البكاء على أطلال المدن والقرى السورية وهي تدمر تدميرا على يد الزعيم السوري نفسه، الذي لم يتورع عن دكها وتدميرها على رؤوس سكانها العزل الآمنين. فأي الجريمتين أعظم جريمة الناتو الذي كان يساعد ثوار ليبيا للتخلص من الطاغية الهالك عليه من الله ما يستحق أم جريمة طاغية الشام الذي يدمر وطنه ويقتل شعبه الأعزل ثم يخرج إلى الناس والابتسامة تملأ شفتيه والحبور يغطي وجهه الصفيق!؟. إن مما يؤسف له أن يبرر بعض السياسيين والإعلاميين العرب الجرائم التي ترتكبها بعض الأنظمة العربية ضد شعوبها لمجرد أن من قام بها هو طاغية عربي وكأن للقتل والتدمير هوية تجعله مباحا للطغاة العرب إذا ارتكبوه ضد شعوبهم محرما على غيرهم. وهذا يدل على أن الشاعر الجاهلي طرفة ابن العبد أكثر فطنة وأقل بطنة من ساسة ومثقفي هذا العصر لأنه أكد منذ ألف وخمسمائة عام أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، ولكن المبررين واللاوين لأعناق الحقائق لا يعدمون مبررات يختلقونها لتبرير جرائم الذين يدافعون عنهم من طغاة العرب، فما أعظم بلاء هذه الأمة في بعض إعلامييها ومثقفيها المعاصرين!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة