على جانبي طريق جدة/مكة السريع، تنتشر مساحات صحراوية شاسعة، اختار منها شباب العاصمة المقدسة الأماكن المحيطة ببوابة مكة لبناء خيام وعزب ودكاك واتخاذها مواقع يجتمعون حولها لتبادل الأحاديث والسمر والتسلية والترفيه، وعندها ينسون متاعبهم ويخففون من أعباء الحياة، وذلك بعد أن باءت جميع محاولاتهم لإيجاد متنفس أو مكان يزجون فيه الفراغ بالفشل. «عكاظ» التقت مجموعة من الشباب المخيمين هناك للحديث عن كيفية إدارتهم لتلك المخيمات حيث أوضح حاتم بن شاهر أنه يوجد في المخيم الذي يديره مالا يقل عن 25 فردا غالبيتهم من الموظفين الذين يستقطعون نهاية كل شهر مبلغ 100 ريال من كل واحد منهم لتأمين راتب الحارس وشراء احتياجات العزبة من الشاي والقهوة والرز والمعلبات وبنزين مولدات الكهرباء. أما عن اختيارهم لهذه الأماكن فإن المنطقة معروفة ببرودتها ولطف الأجواء فيها حتى في فصل الصيف، كونها منطقة منخفضة لاتحيط بها الجبال، ما يسمح بمرور الهواء البارد عبرها دون أن تعرقل حركته الجبال التي بدت غير مرئية لبعدها عن المنطقة. إلى ذلك، يضيف أحمد السروري أنهم اختاروا هذه الأماكن وفضلوها على غيرها من المقاهي والكازينوهات لرخص أسعارها «لو حسبنا مانصرفه في المقاهي ليوم واحد، لوجدنا أنه لايقل عن 150ريالا، وفيما لو حسبنا مانصرفه على مدى شهر، يصبح المبلغ 4500 ريال، فضلا عن أن المقاهي تجبر مرتاديها حتى لو كانوا من غير المدخنين على طلب المعسل والشيشة حتى يجدوا موطئ قدم فيها. ولما كان أصحاب المقاهي يستخدمون أسلوب لي الذراع ولايهمهم سوى الكسب المادي فقط، فضلنا أن نبني مخيما لنا في هذه المنطقة ونقيم فيه مناسباتنا من عقد قران وملكات وقدوم مواليد، لما تتميز به المنطقة من أراض شاسعة ليست بحاجة لوضع «الجلائل» و «الصواوين»، فضلا عن قربها من الأحياء وسهولة الوصول إليها، لافتا أن المكان لايقتصر على الشباب فحسب، وإنما يقوم البعض باصطحاب عوائلهم وأبنائهم إليه خاصة عندما يكون الجو غائما لتجد المنطقة وقد اكتظت بالعوائل التي أتت من أجل الترفيه. وعن سر تسمية المكان ب «أم هشيم»، يقول حاتم هذه المنطقة معروفة لدى أبنائها بهذا الاسم منذ القدم، وهي تحيط بها منطقة «أم الغيران» ومنطقة «العوينة»، وجميعها مناطق يقصدها الشباب لبناء مخيماتهم فيها. ويقول هشام الحربي في الوقت الراهن، ومع لطافة الأجواء، خاصة أثناء الليل نتجه إلى مخيمنا لساعات تكون كافية للتخفيف من ضغوط يوم عمل شاق، فيما نقضي الوقت في تبادل الأحاديث والقصص ولعب البلوت التي تعتبر اللعبة المحببة لجميع الموجودين في المخيم. ويضيف مهنا وهشام الحربي نقوم بالطبخ هنا، ولا نقتصر على الطبخات المعتادة، بل نقوم أيضا بطبخ الأكلات الهندية كالصالون والإندونيسية كالساتي.