دعا أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رجال الأعمال إلى المبادرة في الإسهام في المشاريع المستدامة، مؤكدا أن المدن الصناعية الجديدة ستوفر فرصا وظيفية للمواطنين بمختلف فئاتهم. وأوضح أمير منطقة مكةالمكرمة في كلمته خلال حفل تدشين ثاني مدينة صناعية في جدة، ووضع حجر الأساس لمدينة صناعية ثالثة أمس، أن المدن الصناعية تلعب دورا حيويا في استيعابها خريجي الجامعات والمعاهد والمراكز المهنية، وتوفر فرصا وظيفية للنساء، إلى جانب توطين التقنية الحديثة. وكشف عن إضافة قطعة أرض تقدر مساحتها بنحو 20 مليون متر مربع لتشييد مشروع المدينة الصناعية الثالثة، مقدما شكره لأمانة جدة على جهودها في توفير هذه الأراضي لإقامة المشاريع التنموية. وقال الأمير خالد الفيصل: «الدولة وفرت البنية التحتية وقدمت التسهيلات المالية والحوافز الجاذبة التي تتميز بها المملكة عن غيرها من دول العالم، إلى جانب الأراضي الصناعية، وذلك من أجل زيادة الإنتاج والرقي بالصناعة في المملكة إلى مصاف العالم الأول»، معتبرا الصناعة محورا أساسيا في التنمية، وأنه لا تنمية ولا ارتقاء لأي مجتمع بدونها. وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين، يولي الصناعة في المملكة جل اهتمامه، معربا عن أمله في أن تتوالى مثل هذه المشاريع في المنطقة حتى يتحقق الحلم بالانتقال للعالم الأول. وأفاد أن المدن الصناعية متاحة للجميع للاستثمار الجاد من قبل السعوديين وغيرهم، مشيرا إلى أن الخدمات فيها ستكون متكاملة من كهرباء ومياه وبنية تحتية خلال العامين القادمين. بدوره، توقع رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية د. توفيق بن فوزان الربيعة، أن يتجاوز عدد المصانع والمشاريع المساندة لها في المدينة الصناعية ب «جدة 2» أكثر من 330 مشروعا صناعيا أو خدميا يزيد حجم الاستثمار فيها عن 15 مليار ريال، مبينا أن مدينة جدة الثالثة ستستقطب 900 مشروع صناعي. وشدد الربيعة على أهمية أن تعتمد المدينة المرتقبة على الصناعات ذات التقنيات العالية، موضحا أن كلفة مشاريع تطوير المدينة الصناعية الثانية بجدة التي نفذت حتى الآن بلغت 530 مليون ريال، كما أن هناك مشاريع تحت الطرح لاستكمال المرافق تبلغ تقديراتها 272 مليون ريال. وأفاد أن المساحة الإجمالية للمدينة الصناعية الثانية بجدة تبلغ 8 ملايين متر مربع، مبينا أنه جرى تخصيص كامل الأراضي وأن المتبقي فقط بعض المساحات المخصصة للمشاريع الاستثمارية المساندة. وذكر الربيعة أن مساحة جدة الثالثة تبلغ 20 مليون متر مربع، ملمحا إلى أن تأسيسها جاء لتواكب حجم الطلب الكبير على الأراضي الصناعية، إلى جانب تحقيق مستقبل صناعي زاهر. وكشف أن تطوير «جدة 3» سيتم على مراحل لافتا إلى أن تكلفة ما تعاقد عليه حتى الآن 626 مليون ريال، وهناك مشاريع تحت إجراءات الطرح تقدر تكلفتها ب 140 مليون ريال. وبين الربيعة أن نطاق التطوير يتضمن إنشاء الطرق الداخلية والأرصفة وإنارة الطرق وشبكات المياه والكهرباء وتصريف السيول، كما يتضمن المشروع محطة تحويل كهربائية وطريقا رابطا بتقاطعات حرة تربط المدينة الصناعية الثانية بالثالثة. وأضاف: «المدينتان جدة 2 وجدة 3 تتميزان بموقع مهم واستراتيجي، حيث تبعد عن جنوبجدة 30 كلم وعن مكةالمكرمة 70 كلم، وستوجد هذه المشاريع آلاف الفرص الوظيفية للمواطنين، وهذا ما يدفعنا لتأسيس المزيد من المدن الصناعية التي تستقطب التنمية إلى جميع محافظات المنطقة». وكشف في هذا الخصوص عن بدءهم في عمل تصميم وتخطيط لمدينة صناعية في عسفان (جدة 4) مساحتها 5 ملايين م2 تقدر تكلفتها ب 50 مليون ريال، ومدينة أخرى في محافظة رابغ مساحة المرحلة الأولى منها 3 ملايين م2، تقدر تكلفتها ب 30 مليون ريال». من جهته، استعرض مدير عام هيئة المدن الصناعية المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية، متطرقا لاستراتيجية «مدن» للسنوات الخمس المقبلة. وأعلن أن المدن الصناعية الجديدة زاد عددها من 14 مدينة صناعية على مدى 40 سنة، لتقفز إلى 28 مدينة صناعية ما بين مطورة أو تحت التطوير بمساحة لا تزيد عن 42 مليون متر مربع إلى 110 ملايين متر مربع، مشيرا إلى أنهم يعملون على زيادتها إلى 160 مليون م2 عام 2015، كما زادت عدد المصانع من 1600 مصنع إلى أكثر من 3000 مصنع، مبينا أن الإيرادات زادت من 66 مليون ريال عام 2006 إلى 304 ملايين ريال في العام الماضي. وبين المهندس الرشيد أن المرافق التي استقطبها المستثمرون من القطاع الخاص لإنشاء مجمعات سكنية وتجارية وخدمية وتطوير وتشغيل مرافق المياه والاتصالات والأمن الصناعي، تقدر استثماراتها بأكثر من ملياري ريال.