أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أن التوصيات التي ستقدمها اللجان المعنية بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها جامعة الملك خالد وبعض كلياتها ستنفذ فوراً دون تأخير، مؤكداً على أن مطالب الطالبات والطلاب تدرس بعناية فائقة وستحل بالكامل. وأعلى أمير منطقة عسير الذي كان يتحدث ل«عكاظ» أمس من وعي الطلاب مؤكداً أنه كان صفعة للمرجفين والمحرضين الذين أرادوا أن يصوروا تجمعاً بسيطاً محدوداً على أنه مسيرة أو تظاهرة ذات أهداف أخرى، مشدداً على أن وطنيتهم عالية ووعيهم عال وحبهم للقيادة وتراب الوطن كبير. وجزم بأنه لا أحد فوق القانون وأن المساءلة ستطال كل من له علاقة بالأمر، فكل مسؤول في كل موقع لم يوجد إلا لخدمة المواطنين والسهر على راحتهم وتوفير كل سبل العيش الكريم لهم بما فيهم أمير المنطقة الذي هو خادم لكل أبناء عسير من أقصاها إلى أقصاها. وسخر أمير منطقة عسير من الإشاعات التي روجها مغردون في شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بدخول رجال أمن وأعضاء هيئة إلى حرم الجامعة النسائي، مؤكداً أن ذلك لم يتم .. ولن يتم .. مهما كان الأمر، فبنات الجامعة بناتنا ووعيهن أكبر بكثير ممن يروجون لهذه الشائعات المغرضة. فإلى مجريات الحديث: • عادت الأمور إلى طبيعتها، هل يمكن أن تضعنا سمو الأمير في أجواء لقائكم أبناءكم الطلاب أمس الأول؟ • أود التأكيد على أن الأمور طبيعية وتسير بشكل اعتيادي، لم يكن هناك ما يدعو للقلق، خلال يومين تجمع عدد محدود جداً من الطلاب والطالبات لا يتجاوز 120 طالباً من أصل 65 ألف طالب وطالبة يدرسون في الجامعة، يريدون إيصال صوتهم إلى المسؤولين، حاولت الجامعة احتواء الأمر، لكنها لم تنجح، فكان دور إمارة المنطقة ضرورياً ومهماً. يجب أن يدرك الجميع أن هؤلاء الطلاب والطالبات هم أبناء وطننا، وطن الإنسانية والبناء والإنجاز، والجامعة بكل ما فيها من مبان وعاملين وقبلهم أكاديميون، مهمتهم الرئيسية تهيئة كل السبل لتحقيق بيئة علم ومعرفة بدرجة عالية من الفاعلية. التقينا الطلاب ووجدنا لديهم من الولاء لوطنهم وقيادتهم الشيء الكثير والكبير، وهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز، مطالبهم جوهرية تتعلق بتحسين البيئة الجامعية وتعزيز الحضور الأكاديمي والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها شركات متعاقد معها من قبل الجامعة، وليس هناك ما يمنع من معالجتها، فالجامعة ما أوجدت إلا لخدمة الطلاب والطالبات وهو ما يجب أن يتحقق. • هناك من استغل مثل هذه المطالب للتشكيك في ولاء الطلاب والطالبات؟ • من يعمدون إلى التشكيك في وطنية أبنائنا وبناتنا مرجفون، مغرضون، أساليبهم مكشوفة وهدفهم زعزعة أمن الوطن واستقراره ولن ينجحوا في ذلك، فبلادنا قامت على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهي سائرة على ذلك متمسكة به، والطلاب الذين التقيتهم واستمعت لهم وجدت لديهم من الوطنية والوفاء والإخلاص الشيء الكثير، وأصدقك القول إنني خرجت من اللقاءين بيقين أن الأمور سهلة يسيرة، فوعي الطلاب بمخاطر المرجفين كبير، كما أن حب هؤلاء الطلاب لوطنهم فوق كل شيء ومقدم على كل شيء والحمد لله رب العالمين. • التقيتم سمو الأمير نائب وزير التعليم العالي وناقشتم معه واقع الجامعة ومستقبلها، إلام خلص اللقاء؟ • لقاؤنا بالأخ نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف كان بهدف وضعهم في مجريات الأمور، وقد حرصت أن يحضر معي لقاء الطلاب لكي يستمع للمطالب، وكما يعلم الجميع فإن جامعة الملك خالد التي تأسست في مطلع عام 1419ه مرت بمراحل كثيرة من البناء بعد أن كانت كليتين واليوم هي جامعة كبرى يدرس فيها آلاف الطلاب والطالبات، وهي منارة علم ومعرفة وحضارة. الجامعة تسعى لدور ريادي ذي عمق إقليمي ، وبعد عالمي ، وتميز معرفي وبحثي ، وإسهام مجتمعي فاعل نحو جودة تنافسية وكل هذا محل تقدير كبير، هناك جهد يبذل وعلى مستويات عدة، سيثمر قريباً في تحقيق بيئة تعليمية مثلى للطالبات والطلاب على حدٍ سواء وهناك مشروعات كبيرة يجري تنفيذها تتضمن إنشاء كليات ومعاهد ومبان على درجة عالية التصميم والتنفيذ تحقق جوا أمثل في الدراسة. • بث المغردون على شبكة التواصل الاجتماعي معلومات عن دخول رجال أمن وأعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حرم الجامعة قسم البنات.. ماالذي حدث ؟ • هذا الأمر غير صحيح، ولم يحدث، ولن يحدث فالجامعة لها خصوصيتها والطالبات بناتنا ولهن حرمتهن ولا يمكن أن يتم إدخال رجال عليهن مهما كانت خطورة الأمر وحساسيته. الذي حدث بالتحديد هو تجمع عدد من الطالبات أحدثن أضراراً محدودة في بعض مرافق الجامعة، وتم احتواء الأمر من خلال الأكاديميات، كما تم فتح الأبواب لخروج الطالبات المعترضات أصلاً على مبدأ زميلاتهن، تم تفويج الطالبات بهدوء وتم التحاور المباشر مع المتجمعات وأفهمن بأن هذا الأمر يخالف الأنظمة ولا يعكس رقي فكر طالبات الجامعة،وكانت الاستجابة سريعة والحمد لله تعالى. المزايدون ومن يحرضون ويبثون معلومات هم أبعد عن الحقيقة، لاحظنا تعليقات تكتب من دول ومن أشخاص لا يقيمون في المملكة أصلاً فكيف يمتلكون الحقيقة؟ •ولكن هناك حديث عن محسوبيات تتم داخل الجامعة؟ • ليتأكد الجميع سواءً كانوا متابعين للأحداث و قبلهم أبناؤنا وبناتنا الطلاب أننا لن نسمح مطلقاً بهذه التجاوزات، وهناك لجان تحقق وستضع أمامنا تقريراً شفافاً سيعلن للجميع. ولكن علينا أن ننتظر حتى تخرج النتائج والحقائق، أما تصديق الشائعات واتخاذ قرارات غير مبينة على حقائق ووثائق فهذا أمر لا يقبله إنسان عاقل، أما عن مطالب الطالبات والطلاب فهي جوهرية وبعضها مهم، وسيتم العمل من أجل تحقيقها سريعاً، بل إن بعضها تتم معالجته فوراً مثل النظام والإعاشة. • ألم تطلعون بعد على نتائج التحقيقات؟ • لم تنته اللجان من التحقيق، وإن كنا على اطلاع بكل ما تم التوصل إليه، أؤكد لك أن لا أحد فوق القانون ولا أحد لديه حصانة، وكل إنسان محاسب كل حسب مسؤولياته بدءا من أستاذ الجامعة ووكلائها ومديرها وحتى أمير المنطقة هناك لجان تتابع ما يبذل من جهد لتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين حفظهم الله تعالى. • هل تم ضبط من حاول استغلال الموقف في التأجيج وزيادة الاحتقان؟ • عندما يصل الأمر إلى أمن الوطن وضرورة حفظه بما يجعل الحياة مستقرة فالدولة تملك من القوة الشيء الكثير، تابعنا وبدقة كل ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي ولاحظنا لغة التأجيج لدى البعض، ولغة التحريض لدى فئة أخرى. ما أود قوله ليس كيف يمكن التعامل مع المرجفين والمحرضين، المهم أنهم أصيبوا بخيبة أمل وتعرضوا لصفعة قوية من أبناء الجامعة الذين رفضوا جميعاً محاولة تسييس الأمر وتجلت وطنيتهم وحبهم لتراب الوطن وولاؤهم لقيادتنا الحكيمة الرشيدة، وهذه رسالتنا القوية والحازمة لكل من يحاول أن يستغل ظروفا وأمورا بسيطة ليضخمها ويجعل منها مظاهرة واعتصاما. • كيف تردون على من وصف تجمع فئة قليلة من الطلاب بالمظاهرة؟ • قلت في إجابة سابقة إن التجمع كان محدوداً وصور على أنه تظاهرة، والجميع يدرك يقيناً أن وزارة الداخلية وأنظمة المملكة تحظر التظاهر والاعتصام، فليس هناك حاجة لهذا لأن أبواب ولاة الأمر مفتوحة بدءًا من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كل هؤلاء أبوابهم مفتوحة، ونحن في إمارة المنطقة كذلك، ومدير الجامعة والوكلاء أيضاً. • ما هو دور إمارة المنطقة؟ • كأمير منطقة أنا خادم لأبناء عسير من أقصاها إلى أقصاها، لم أوضع في هذا المكان إلا لتحقيق مطالب الناس ومواصلة مسيرة البناء في منطقة شهدت طوال تاريخها مراحل مهمة من الإنجاز في تطوير الإنسان والمكان، أبواب الإمارة مفتوحة، وهاتف منزلي متاح للجميع، وكل المراكز الإدارية التابعة للإمارة وقبلها المحافظات تستقبل الملاحظات والشكاوى وتتعامل معها بدرجة عالية من النضج والإدراك والوعي، وتتابع معالجتها أولاً بأول. • وماذا عن اللجنة التي شكلت؟ • تضم أعضاء من جميع القطاعات ذات العلاقة، وأضفت لها عضوين من المواطنين من أصحاب الخبرة والدراية والعلم والقبول الاجتماعي حتى يكونوا على علم بكل ما يجري من تحقيق وتقصٍّ عن الحقائق. • دعني أسألك عن مسيرة التنمية في عسير أين هي الآن؟ • عسير اليوم ورشة عمل في كل المجالات، صحياً، تعليمياً، اجتماعياً، تنموياً، المشروعات التي حملتها الميزانية هذا العام فقط تجاوزت 20 ملياراً، ونتوقع أن تنفق حكومة خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الخمس المقبلة أكثر من 100 مليار ريال في مشاريع يجري التخطيط لها لتخدم المنطقة لسنوات طويلة، وجامعة الملك خالد تشهد الآن تنفيذ واحد من أكبر المشروعات التعليمية على مستوى المملكة وستظهر نتائجه قريباً، وستكون هذه المباني والحرم الجامعي والإسكان مفخرة لكل أبناء عسير ولكل مواطن سعودي يحرص على أن ينهل من معين العلم والمعرفة. • ما هي كلمتك لأبنائك الطلاب والطالبات؟ • الطلاب والطالبات في التعليم العالي يمثلون صفوة العقول ونخبة الفكر، ولا أعتقد أن ما يحيكه أعداء الوطن ويحرصون عليه يغيب عنهم، إن كان لي من كلمة لهؤلاء الشباب فهي حافظوا على أمن هذه البلاد فأعداء هذا الوطن من خارج المملكة قد استغلوا ما حصل من خلال بعض وسائل الإعلام المختلفة لأغراض أخرى ، وكما تعلمون أن هذه البلاد التي قامت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه منهجها القرآن والسنة وتطبيق شرع الله ، ولنا خصوصيتنا الإسلامية والعربية التي لا تخفى على الجميع .