تتزايد شكوى المراجعين للمحكمة العامة في محافظة جدة، حيث تتصاعد وتيرة أنفاسهم رجالا ونساء من بطء الإجراءات في المحاكمات والانتظار الطويل، لإطلاق أرقام المراجعين اليومية والبت في القضايا المعروضة على القضاة، ما يؤدي إلى تأجيل الجلسات؛ الأمر الذي يضر بمصالحهم ويطول بهم الانتظار للبت في قضاياهم. جميع المراجعين لمحكمة جدة متجهمون ويبدو على وجوههم عدم الرضا والإرهاق، و يتصبب العرق من جباههم وكأنهم يقومون بعمل شاق ومضن لا بمراجعة إحدى الدوائر لإنجاز معاملة. أثناء تجوالي بالمحكمة العامة توقفنا عند أحدهم ويدعى عطية الحارثي، مبدياً شكواه من طول الانتظار قائلاً: منذ الثامنة صباحا وأنا داخل المحكمة وتحديدا داخل الصالة الخاصة بقسم استقبال صحائف الدعاوى، لتقديم قضية ضد شركة الكهرباء، وكنت أعتقد أن الأمور ستسير بكل يسر وسهولة، غير أنني فوجئت بعدد المراجعين الذين يصلون لأكثر من 50 مراجعا، نظرا لعدم وجود موظفين يقومون باستقبال المراجعين، وكنا ننتظر إلى العاشرة والنصف، ليأتي موظف ويقول لنا: توزيع الأرقام من العاشرة إلى الحادية عشرة. ويرى الحارثي أن هذه مشكلة تضر بمصالح المراجعين وتعطي انطباعا سلبيا عن سير العمل داخل المحكمة. ولم يكن الدكتور جمعان الغامدي راضيا عند خروجه من المحكمة؛ إذ لم تختلف شكواه عن سابقه في طول الانتظار للبت في معاملته، ويرى أن الروتين وتأجيل الجلسات والفترة الزمنية بين الجلسة والأخرى يجعل القضية تتأخر لأشهر دون النظر فيها، ويقول: لدي قضية رفعتها ضد أحد البنوك الشهيرة، وحددت المحكمة الجلسة في شوال الماضي وتأجلت إلى السابع عشر من هذا الشهر، وحضرت في الموعد المحدد دون تأخير كون الجلسة فيها حكم وتنتهي، غير أنني فوجئت أثناء حضوري إلى مكان الجلسة وجود لافتة بانتقال القاضي إلى محكمة الاستئناف، لأدخل في دوامة المواعيد، وتحديد موعد جديد والذي حدد بعد 3 أشهر. ويوافقه الرأي هشام محمد الشبراويشي قائلا: حولت قضيتي من محكمة مكة إلى جدة، لتقديم صحيفة دعوى، وكنت أتوقع أن تسير الأمور بكل سلاسة، وهذه الصورة التي كانت في ذهني قبل مراجعتي لمحكمة جدة، لكنني وجدت أن الأمور تسير بعكس ما كنت أتوقع حيث وجدت زحام المراجعين الذين ينتظرون من يستقبلهم ويرشدهم، ما جعلني أنتظر معهم لحين توزيع الأرقام. من جهته، أكد المتحدث الرسمي في وزارة العدل منصور القفاري متابعة الوزارة لسير العمل وأداء الموظفين داخل أقسام المحاكم، قائلا: إن الوزارة عملت على تطوير وتحسين مستوى الخدمة للمراجعين من خلال افتتاح أقسام استقبال، كما أنها تعمل دائما على تعزيز المحاكم بعدد من الموظفين من أجل سرعة انهاء إجراءات المراجعين، مشيرا إلى أن الوزارة تتقبل الشكاوى من خلال فروعها. .