العملية الأخيرة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، وما أسفر عنها من سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى والعتاد، يظهر حجم الخطر الكبير الذي تشكله القاعدة في اليمن، التي أصبحت بالنسبة لها بيئة خصبة لتجسيد قدراتها الإرهابية، وإرسال رسائل سلبية عن حجم الانفلات الذي تعاني منه اليمن، وضرب المرحلة الانتقالية وما يمكن أن تعززه من بوادر الأمن والاستقرار والتعافي الاقتصادي. إن القاعدة في الواقع هي تحدي العالم في اليمن.. وليست إشكالية يمنية فقط، بل تمتد أوزارها لتشمل المحيط الإقليمي والدولي، والمعركة ضدها تحتاج إلى إمكانات وقدرات تفوق ما هو عليه في بلد منهك وخارج من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة، وتتجاذبه أطراف عقائدية وقبلية وسياسية متنافرة، حتى وصل هذا التنافر إلى الجيش الذي يجب أن يكون أكثر مهنية، وبعيدا عن ميدان التنافس السياسي والاجتماعي. وللأسف..يبدو أن القاعدة تنمو في حاضنات الاختلاف بكل أشكالها، وتستفيد من هذه الأوضاع الاستثنائية المتردية، وتشكل التحدي الاستراتيجي لفترة رئاسة عبدربه منصور هادي وخاصة في عامين قادمين ينبغي أن تغلق فيهما كل الملفات المؤرقة يمنيا وإقليميا ودوليا. من المهم العمل على إنجاح الفترة الرئاسية الانتقالية، ولا أظن أن هناك من حولنا من سيقبل أن تتحول سهول وجبال اليمن إلى قاعدة للقاعدة، تستثمر الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لليمنيين، وتزرع في أعماقهم ثقافة الموت المجاني، وتضرب التطلعات المأمولة لهم في مقتل، بعد نضالهم من أجل غد أفضل وأكثر استقرارا.. إن القاعدة هي تحد نوعي للعالم في اليمن، وأتوقع أن يكون حجم دعم الدولة اليمنية الجديدة على كل المستويات كافيا لمواجهة هذا الخطر، والانتصار عليه والتأمل الإقليمي والدولي فيما يحدث لن يخدم أحدا. • كاتبة يمنية