عطت البيئة «الحساوية» لعيال «الحسا» مناخا ثقافيا واجتماعيا متميزا، وجعلتها عنصر جذب للغير. حيث إنها تعتبر أكبر واحة زراعية في العالم وتطل على البحر عبر ميناء العجير، في اللهجة الحساوية ويتكون الفريج الحساوي القديم، من البيت والمسيد والسوق والبراحة «مكان للاحتفالات وغيرها»، يضم البيت الحساوي القديم عددا من الحجر والمجلس والسمادة «مكان لإيواء الماشية»، يسكن في ذلك البيت «الأبو» و «عياله» المتزوجين. حيث تستانس وأنت تتجول داخل الأسواق الشعبية في الحسا، وأشهر تلك الأسواق سوق الخميس في الهفوف، في ذلك السوق يباع العوم «سمك صغير مجفف»، والروبيان المجفف ويباع أيضا التمر والطيور، في ذلك السوق تتجاور المرأة البائعة المسنة والرجل البائع وكلاهما مشتركان في الآمال و الآلام. تحتضن الحساء أكثر من مليوني نخلة، وقد أدى هذا إلى تزاوج عاطفي وصلة رحم بين الرجل الحساوي والنخلة، فليس من السهولة أن يقنع الابن أباه أن يزيل نخلة!، بل إن بعضهم يوصي عياله أن يزيلوا النخلة فقط بعد وفاته، إذا شاءوا. المرأة الحساوية تعرف زين وش لون تدرس العلوم الدينية، وتقدر بعد تزاول عددا من الحرف التقليدية، مثل صناعة سلال من الخوص، يطلق عليها اسم مرحلة أو قفة أو زنبيل، حسب الاستخدام. باختصار الحسا كنز ثري لم يكتشف.