يشارك في معرض الكتاب المقام حاليا في الرياض الدكتور صالح بن عبد الرحمن بن سبعان أستاذ إدارة الأعمال بجامعة الملك عبد العزيز بكتابه الجديد «المدرسة المسؤولة.. كطريق لمجتمع المعرفة»، والذي جاء كقراءة في مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام وهي الدراسة التي جاءت في أبواب عدة كان أهمها «في الطريق إلى المجتمع المعرفي» وهو الباب الذي اختصر فيه فكرة الكتاب بقوله؛ إن المملكة وهي تستشرف عصرا نهضويا جديدا في سلسلة خطواتها التي انطلقها الملك الاستثنائي المؤسس لهذا الكيان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وتتالت الخطوات النهضوية في عهود أبنائه الذين تولوا الأمر من بعده، تعي بشكل كامل أن المناخ الكوني يتشرف هو أيضا نظاما دوليا جديدا، حيث أطل عصر ما بعد الرأسمالة الذي ترسخت فيه سلطة الولاياتالمتحدةالأمريكية كقائد لهذا النظام منفردا بإدارة المجتمعات والدول بعد سقوط النظام الشيوعي، وانفراد عقد منظومته الدولية الأممية. وقيادة المملكة إن عصر «المجتمع المعرفي»، وفي أساسها الشرعي والمنطق لمرحلة ما بعد «المجتمع الرأسمالي» تحتاج إلى أسس جديدة تشمل كافة أوجه النظام والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقبل هذا وذاك السياسة التعليمية والتربوية. كما كان من أهم الأبواب في هذه الدراسة «استراتيجية مشروع تطوير» التي تم اعتمادها كأسس لهذا المشروع في كليته، من ناحية ومحكوما بالمعايير الوطنية العامة للمنهج ليتدرج التطوير متنزلا على أرض الواقع إلى مستوى معايير مناهج المواد الدراسية، محددا في النهاية سمات الطالب وبالتالي «مواصفات» مخرجات التعليم العام في المملكة. تضمن الكتاب مشروعا فكريا يطرحه المؤلف على ثلاثة محاور شمولية الرؤية التي تجمع بين الحاضر والماضي وآفاق المستقبل، والواقعية التي تلمس تفاصيل المفردات اليومية، وشفافية الطرح التي لا تتحرج من ملامسة الجروح مهما كانت دامية ومؤلمة. ومن الأبواب التي ضمها «آفاق تطوير المناهج التعليمية»، «دعم النشاط غير الصفي»، «المدرسة المسؤولة كصانعة للحضارة»، «برنامج لتحسين البيئة التعليمية»، «التدريب كبوابة معرفية»، «مبادرة حاسب لكل معلم وطالب»، «قفزة نوعية تقويمية نوعية»، «العروض التعليمية الصفية»، «الحوار التفاعلي كرافعة تعليمية وتربوية». وقد بدت خطوط استراتيجية المشروع الفكري عنده واضحة عبر مؤلفاته المتلاحقة، والتي وضعت الهم المحلي والعربي نصب عينيه عبر مختلف المسارات منذ كتابه الأول «الفهد والقرار» مرورا بكتابه «مغامرة التنمية والتحديث»، «نحن وأمريكا»، «عثرات في طريق الإصلاح»، «أزمة الديون العربية»، والذي حاول فيه أن يضع استراتيجية بديلة متكاملة لأزمة الديون العربية تستند على حتمية العمل العربي المشترك وتفعيل منابع التمويل والتجارة البينية العربية وإدارة الديون محليا على نحو لا يخل بالتوازن الاقتصادي للدول العربية ثم مؤلفه الشهير«المفهوم العربي لحقوق الإنسان في ميزان الإسلام» الذي قام فيه بحفريات تاريخية وسيسولوجية لرحلة المفهوم كما تجلي في الوعي الغربي.