وصف رئيس تحرير مجلة «الحرس الوطني» حسن بن عبد الله الخليل، الشيخ عبد العزيز التويجري يرحمه الله بالشخصية المتفردة في رؤيتها للكون والحياة والإنسان، لافتا إلى أن الدراسات والكتابات حوله لازالت قاصرة عن استيعاب فكره وفلسفته، وقال: الشيخ التويجري كما عرفته لأكثر من 22 عاما خلال عملي بالحرس الوطني هو أحد شهود القرن، في كل متغيراته وتفاعلاته الفكرية والسياسية والاجتماعية، وخير من عبر عن قلق الإنسان عبر تاريخه. وبين الخليل في حديثه ل«عكاظ»، أن من عرف التويجري واستوعب فكره وتاريخه واستمع إليه، وأراد الكتابة عنه يصاب بالحيرة والتردد، فهو شخصيات متعددة متميزة في شخصية واحدة، واقرب إلى الظاهرة الاستثنائية في المجال الفكري، وما يميزه أنه ربما المفكر الوحيد الذي يستلهم فكره وفلسفته من رائحة الأرض، ومن صوت الصحراء، ومن عبق الطين، ومن نبض الإنسان البسيط في قرى نجد وحواضرها، وهو فيلسوف متفرد في تشكله مفكرا وكاتبا، وفي رؤيته للحياة والكون والإنسان، متفرد في رؤيته للحضارة وتفاعلاتها ومستجداتها، مراقب واع بحراكها، ومتابع حذر ومتخوف من قادم أيامها.. رؤيته شمولية وتكاملية، ليس بالمفهوم الايدولوجي، ولكن بمفهوم الهم القومي والوطني. وأضاف: التويجري لا يشغل نفسه بالتفاصيل أو التشعبات، ولكنه كمفكر ورجل دولة، ورجل تاريخ يهتم بالكليات والخلاصات من الأحداث والمتغيرات، ودائما ما تكون الثوابت لديه هي الدين والوطن والتحديث الايجابي، لافتاً إلى أن التويجري متفرد واستثنائي في فكره وأسلوبه، كما كان متفردا في حياته وتفاعله مع التطورات الفكرية والسياسية التي عايشها خلال ما يزيد على سبعين عاما، هي التاريخ المعاصر للمنطقة، وكان أكبر من أن تحتويه هذه الأحداث.. أو أن تسلبه استقلاليته وتفرده، وهذا التاريخ بكل متغيراته وأفكاره و أحزابه وتياراته، كان التويجري ينظر إليه بهذا التفرد كناقد واع، يتفحصه بالتحليل والنقد من الخارج، ويستخلص منه، ما ينعكس على ما يراه في صالح مجتمعه ومحيطه. وزاد:«الشيخ التويجري ليس مجرد شخصية متفاعلة مع الأحداث والمتغيرات، إنه الشاهد الحقيقي للتاريخ المعاصر، ليس للوطن العربي والإسلامي فقط، بل لعله للعالم أجمع، خصوصا في القرن العشرين، لافتا إلى أنه من الفلاسفة القلائل الذين عبروا عن قلق الإنسان عبر كل العصور في بحثه وكده من أجل الحقيقة ورضى الذات الإنسانية.