يقلب منتدى جدة الاقتصادي هذا العام في تجربة فنلندا التي تعد الأولى على مستوى العالم في مجال التعليم بشهادة الخبراء والمعايير الدولية. ويعرض غاري لافونين البروفيسور الفنلندي في مجال الفيزياء والكيمياء تجربة بلاده التي حازت إعجاب وتقدير العالم في ظل نسبة أمية وصلت إلى الصفر، وذلك خلال جلسة يحضرها خبراء من التعليم من الداخل والخارج ويديرها تركي الدخيل. تقوم التجربة الفنلندية على بدء الدراسة في المرحلة الابتدائية في سن السابعة وليس الخامسة، وتنتهي المرحلة الإلزامية في السادسة عشرة، وتعتمد الدراسة على اتاحة الفرصة للجميع للدراسة مثل لعبة الهوكي لمعرفة من المتفوق والبارع دون غيره، ولا تعرف الدراسة في فنلندا التقسيم المتعارف عليه «علمى وأدبي»، وانما تتاح للجميع مختلف المواد لدراستها، وبعد الثانوية يلتحق 90 في المئة بالتعليم العالي أو المعاهد المهنية المتخصصة حيث تفوقت فنلندا في الصناعات التقنية وخاصة الجوالات. ويتميز التعليم في فنلندا بأنه غاية في حد ذاته، وليس وسيلة لدخول سوق العمل، وقد فاز طلاب فنلندا بالمراكز الأولى في غالبية الاختبارات التي اقيمت في مواد العلوم والرياضيات. وتثبت التجربة الفنلندية ايضا أن العبرة ليست بمقدار ما يتم انفاقه على التعليم ولكن بمدى كفاية وفاعلية عملية التعليم نفسها، الأمر الذي أدى الى تخريج كفاءات بأجور عالية واقتصاد يعتمد على الكفاءة والمهنية. علما أنه لا توجد سوى مدارس أهلية قليلة جدا في فنلندا، ولا يتم التدريس فيها بمقابل مادي وانما تعتمد على الدعم الحكومي. من جهة أخرى يعرض المنتدى التجارب الجيدة في التوظيف بعدما ارتفعت نسبة البطالة في منطقة الشرق الاوسط الى 25 في المائة. ووفقا للدراسات الاقتصادية، فإن التعليم يعد سببا رئيسيا للبطالة لعدم حصول الخريجين على التعليم الذي يؤهلهم بالشكل الكافي للتوظيف أو التميز في مجال ريادة الأعمال.