نفى مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري الاتهامات التي طالت جهاز الدفاع المدني، مؤكدا على احترافية الجهاز وتدعيمه ب 6300 وظيفة ومعدات متقدمة وطائرات ومركبات لكشف الإشعاع. وأعلن التويجري في ملتقى «عكاظ» عن صدور توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لتعزيز سلامة المواطنين والمقيمين وتعميم ثقافة الحماية المدنية، مشيرا الى إزالة مصنع بتكلفة أكثر من ملياري ريال لمخالفته اشتراطات السلامة.. إلى الملتقى: • د. خالد الفرم (نائب رئيس التحرير): تمت إثارة العديد من الملاحظات بشأن حريق مدارس البراعم في جدة لجهة عدد الوفيات وعدم جاهزية الدفاع المدني، ما تعليقكم على تلك الملاحظات؟ • الفريق سعد التويجري: ما إن بلغت غرفة عمليات الدفاع المدني بذلك؛ حتى طبقت خطة الطوارئ المعروفة التي تشارك فيها القطاعات الأمنية وقطاعات الدولة الأخرى، حيث يوجد لدى كل مديرية للدفاع المدني في كل منطقة خطة تطبيق في حالة الحوادث الهامة وخاصة التي يوجد بها تجمعات كالمدارس والمستشفيات، فهناك خطط موجودة تنفذ في الثواني الأولى من قبل مختصين في غرفة العمليات، ولدينا من الوسائل ما يوثق هذه الأعمال دون الرجوع إلى أي اجتهادات.. هناك أجهزة تسجيل وهناك جهات أخرى تراقب أعمالنا، ونحن جهاز معرض أيضا للمحاكمة سواء من قبل الدولة أو من ديوان المظالم أو من قبل هيئة الرقابة والتحقيق أو من أية جهة أخرى لها الحق في مساءلتنا. ووزارة الداخلية حريصة على أن يكون لدينا من التوثيق ما يمكن الرجوع إليه وقت الحاجة، ففي حادثة مدارس براعم الوطن توجهت في اللحظات الأولى الفرق وهي كثيرة من الإطفاء والإنقاذ والطيران ووصلت في الوقت المناسب، حيث كانت بعض العوائق، وثبت من خلال التحقيقات أن هناك تأخيرا في البلاغ المقدم أكثر من 13 دقيقة، وشكلت لجنة للتحقيقات وستعلن التحقيقات قريبا، والتأخير في حد ذاته في علم الإطفاء والإنقاذ في غاية الخطورة، ويعرض من داخل المنشأة للوفاة وهذا ما تثبته الحقائق العلمية وهي مأخوذة من الإدارة الأمريكية للحرائق التي تبين سرعة انتشار الدخان والحريق من الدقيقة الأولى إلى خمس دقائق أي بمعنى أصح تقول الدراسة إنه بعد خمس دقائق من الصعوبة بمكان إخراج المحتجزين. وأعتقد أن عشرات الفرق والطيران والإسعاف والهلال الأحمر في مجمع مثل هذا (مدارس براعم الوطن) تدخلت في الوقت المناسب واستطاعت أن تؤدي دورها بشكل جيد. وأجزم أن رجال الدفاع المدني مدربون سواء كان داخل المملكة أو خارجها ولدينا من السيارات والآليات ومن التدريب القوي الذي استطيع أن أقول لا نقل عن أية دولة متقدمة وهذه ليست بشهادة مني بل بشهادة كثير من الدول. لكن هناك عوائق سواء من خلال المبلغ أو ما يصاحب ذلك من ارتباك وهلع، وهي مدرسة نظامية ومرخص لها وقد قام بعض الدكاترة من جامعة الملك عبدالعزيز إضافة إلى اللجنة المشكلة بالتحقيق وشاركوا في معاينة الموقع المدرسة، والحادث مؤلم، وأجزم أن ما تم اتخاذه من إجراءات في هذا الحادث لا يقل عن أية دولة متقدمة، هناك حادث مماثل وقع بعدها بأيام في استراليا لدار المسنين، وصلت فرق الدفاع المدني في استراليا خلال 7 دقائق، الوفيات كانت 9 والإصابات 27 إذ لم تستطع فرق الدفاع المدني أن تفعل شيئا جراء استشراء الحريق، وكما سبق أن أسلفت: هناك نظريات علمية تحدد أنه إذا انتشر دخان الحريق وتركز خلال خمس دقائق فإن الوفاة لا محالة قد تحدث. • د. عبدالله السلطان (كاتب «عكاظ»): الأجهزة الأمنية تقوم بأدوار لا غنى عنها في مجتمعنا، هل لديكم توجه لإعطاء دروس لمن يحتاج لها من المواطنين لتأهيلهم لو حدث مكروه لا قدر الله، مثل طريقة الإسعافات الأولية؟ • الفريق سعد التويجري: المديرية العامة للدفاع المدني لديها خطة إعلامية وخطة توعوية وخطة تدريبية، وهذا مطلب، إذ وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رجال الدفاع المدني قائلا «يا رجال الدفاع المدني أوصلوا هذه الرسالة إلى كل منزل ومدرسة ومصنع وإلى كل رجال الإعلام».. وحاولنا قدر الاستطاعة واستجابت كثير من وسائل الإعلام بنشر تلك الرسالة وهي دراسة علمية تبين أن درجة الحرارة ترتفع إلى نحو 800 درجة خلال خمس دقائق من اندلاع الحريق، ونحن على أتم الاستعداد، وأيضا لا بد أن تتعاون الجهات الأخرى مع الدفاع المدني، ولدينا 11 مركز تدريب ومعهدا لاستقبال من يريد التدرب سواء كان متطوعا مواطنا أو مواطنة، فدخان الحرائق قاتل خلال خمس دقائق، وحياة الإنسان قد تنتهي، وليست المشكلة من الحريق بل المشكلة سرعة انتشار الدخان وحدوث الوفاة، ولا بد أن ينتبه جميع المواطنين والمقيمين ووزارات الدولة ومصالحها ومؤسساتها لجهة توفر وسائل الإنذار وكاشف الحرائق، فكل الوفيات التي تحدث داخل المباني الآن لا نجد فيها أجهزة إنذار.. وهنا أحيل الإجابة للعقيد عايض الغامدي مدير إدارة التخطيط للتدريب في الدفاع المدني. • العقيد عايض الغامدي مدير إدارة التخطيط للتدريب: المديرية العامة للدفاع المدني عملت مع وزارة التربية والتعليم لإدخال مبادئ الدفاع المدني على مراحل في التعليم العام للبنين والبنات وأيضا لدينا في الإدارة العامة للتدريب نشرة تصدر سنويا فيها دورات متخصصة للمؤسسات والدوائر الحكومية ومخصصة للقطاعات العسكرية و مسؤولي السلام في هذه المنشآت، حيث تعقد دورات سنوية تعطي لهم مبادئ عن الدفاع المدني وكيفية الإخلاء والإيواء والتصرف في المراحل الأولى من حدوث الحريق. • خالد السليمان (كاتب «عكاظ»): كم تملك كل مدينة في المملكة خاصة المدن الرئيسية الثلاث من مراكز الدفاع المدني، وهل هو العدد الذي يوافق المعايير الدولية لما تحتاجه المدينة أم لا، وإذا كان الجواب لا فما السبب؛ هل هو قصور في إمكانياتكم أم قصور في جهات أخرى؟ • الفريق سعد التويجري: لدينا لجنة قامت بمسح كامل لجميع مناطق وهجر المملكة، وأستطيع أن أطمئن الجميع أنه تم مسح جميع مناطق المملكة والهجر والقرى وهناك خطة كبيرة رفعت لولاة الأمر بطلب تغطية جميع مناطق المملكة بخدمات الدفاع المدني، وهناك دراسة أعدت على مستوى المملكة لاقت استحسانا واستجابة، حيث عرضت على مساعد سمو وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ثم إلى نائب وزير الداخلية، ثم إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ثم إلى خادم الحرمين الشريفين، وكان من نتائج هذه الدراسة أنه تم تزويد الدفاع المدني في هذا العام ب6300 وظيفة، وأيضا مبالغ مالية كبيرة لشراء المعدات والآليات وتم توقيع عقود مع شركات أمريكية وأوروبية لتوريد أعداد كبير من سيارات الإطفاء والإنقاذ وكذلك سيارات متخصصة بالمواد الخطرة والمواد المشعة. • العقيد دكتور ماضي العتيبي مدير إدارة التخطيط في المديرية العامة للدفاع المدني: في ما يتعلق بانتشار خدمات الدفاع المدني، المملكة تعد قارة، وتضم 15.800 تجمع سكاني، وهذا يستدعي نظاميا تزويدها بخدمات للدفاع المدني، لدينا حاليا ما يقارب 729 وحدة ميدانية متحركة في كافة مناطق المملكة وبتوجيهات من المقام السامي وبمتابعة من مدير عام الدفاع المدني تم إعداد دراسة علمية ميدانية لأنه عندما يرفع عن احتياج الدفاع المدني كان يطلب الدراسات العلمية والميدانية، طبعا هناك معايير في كافة دول العالم لانتشار خدمات الدفاع المدني وذلك وفق معيار للسكان ومعيار للمساحة ومعيار لمعامل الخطورة وخرجت الدراسة بنتائج احتياج المملكة في الوقت الحالي، واعتمد من المقام السامي كمرحلة أولى 200 مركز على كافة مناطق المملكة، منها 41 في منطقة الرياض، 44 في منطقة مكةالمكرمة، 10 في منطقة القصيم، 28 في منطقة الشرقية، 6 في الجوف، و6 في منطقة تبوك وذلك وفق الاحتياج لكل منطقة، وخصص لها في ميزانية هذا العام 550 مليون ريال متطلبات افتتاحها، و6300 وظيفة حيث يتدربون حاليا في مراكز التدريب ومدة الدورة 8 أشهر تقريبا، كما تم دعم المديرية العامة للدفاع المدني بمبلغ 1.240 مليار ريال لتجديد وتحديث آلياتها ومعداتها وتجهيزاتها وقد تم تعميد الشركات المتخصصة قبل نهاية هذا العام. • د. محمد المشوح (كاتب «عكاظ»): المملكة مقبلة على كثير من التغيرات الطبيعية حيث بدأت طلائعها حاليا مثل السيول، هل هناك خطة طويلة المدى من قبل الدفاع المدني لمثل هذه التوقعات تستعين بها الجهات المعنية بالدراسات؟ • الفريق سعد التويجري: في ما يخص التوقعات لدى الدفاع المدني في ال13 منطقة بالمملكة مساعد لمدير المنطقة لشؤون العمليات تندرج تحته مسميات كثيرة أهمها الحماية المدنية، وهي معنية بدراسة المخاطر وتحديدها، وأريد أن أطمئن الجميع أن جميع المسؤولين عن سلامة المواطنين والمقيمين لدى الدفاع المدني يحملون المرحلة الجامعية من الضباط او ضباط صف. وأستطيع القول إن الكوارث تقع ومواجهتها في اللحظات الأولى صعبة، وأثناء وقوع الكارثة لا تستطيع أية دولة مهما أوتيت من قوة النجاح الكامل، وقد رأينا إعصار كاترينا في أمريكا ماذا أحدث من دمار، وكذلك ما حدث في اليابان وهما دولتان عظميان، ونحن لدينا إمكانيات تفوق الإمكانيات في دول أوروبية، ولدينا سيارات متخصصة لمواجهة الإشعاع وعدد من دول العالم تقوم بزيارتنا للاطلاع عليها، وهناك صلاحيات ممنوحة لكل مديري الدفاع المدني في المناطق ويستطيع أن يحرك ما يشاء من الجيش والحرس الوطني والكهرباء، إذ لدينا خطة للدفاع المدني يرأسها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتشارك بها 18 وزارة وجهة معنية، حيث تمنحه الخطة الحق في الاستعانة بما يراه مناسبا دون الاستئذان، والدليل على ذلك في كارثة سيول جدة قمت بتحريك 12 طائرة من الجيش و18 من الدفاع المدني وذلك وفق الخطة المشتركة. • العقيد صالح بن علي العايد مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام: دور وسائل الإعلام مهم في إيصال رسائلنا الإعلامية والتوعوية ولدينا خطط إعلامية تعتمد على تقسيم الأخطار وفق التقسيم الزمني؛ أخطار الصيف، أخطار الشتاء، أخطار الأمطار والسيول، أخطار موسم رمضان، وأخطار موسم الحج، كما أن لدينا منتجات توعوية وفق الجمهور المستهدف، مثل مجلة منقذ، وأفلام كرتون، ومسرحيات توعوية، ولدينا برامج ثقافية وحملات توعوية، لكننا بحاجة الى مزيد من البرامج والمزيد من الجهد والتعاون مع الوسائل الإعلامية.