لم تكن القضية الأولى التي تهمنا هو خروج منتخبنا لكرة القدم من الوصول إلى البرازيل بعد هزيمته من أستراليا..! ولم تكن استقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم تهم الجماهير حاليا بعد الحادثة..! ولم تنتظر الجماهير السعودية كالعادة بأن يصرح المدرب وعدد من اللاعبين والمسؤولين بأنهم يتحملون وزر كل هذا..! فالقضية بدأت منذ ما قبل المشاركة فى كأس العالم 2006، أو تصفيات آسيا، من حيث: التراجع فى المستوى المهاري الفردي والجماعي والتدريبي والحسي والفني والإدراكي والنفسي والإداري. التراجع في الأداء الفعلي لللاعبين فى جميع المراكز «إذ لا قوة بدنية، وبلا لياقة عالية، ودون الفنيات المهارية التقنية المصاحبة». عدم القدرة على مجاراة الفرق الأخرى، وأقربها «عمان، اليمن، تايلاند، البحرين، قطر» .. إلخ. انهيار فى المستوى المحلي بين الأندية «المستوى، والمهارات، وآليات التدريب، الإدارات». عدم ثبات الأرضية التدريبية التأهيلية القوية النافذة «من تدريب، وإدارة، واختيار للمؤهلين من الأفراد اللاعبين ..إلخ». عدم الاختيار الصحيح والقوي للفرق القوية المميزة عند إجراء اللقاءات الودية. فإذا خرجنا من التصفيات الحالية المؤهلة للوصول إلى لقاء كأس العالم القادمة بالبرازيل 2014، فأعتقد وهو الصحيح بأنه شيء طبيعى وواقعي، فتأهيل فريقنا الوطني لكرة القدم لم يصل إلى الدرجة العالية أو المرضية التي تضمن بقاءه أو استمراره ضمن التصفيات الأولية ولا النهائية، إذا ما وصل، وهو بعيد عن كل الحسابات والضمانات والأسباب هي: 1 عدم وجود دراسات استراتيجية واضحة ومقروءة ومعروفة للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومتعارف عليها من قبل أبناء المجتمع ومشاركته، لكي يسير بها اتجاه: التخطيط الفعلي لتطوير كرة القدم السعودية من الآليات التقليدية السابقة. التخطيط للقضاء على الروتين والبيروقراطية العتيقة فى التعاملات التدريبية، وإدارة المنتخب. التخطيط للقضاء على المجاملات والوديات فى اختيار قوائم اللاعبين من الأندية للعب بالمنتخب. التخطيط لتغيير خارطة العمل الفعلية «مدربين، إشراف فني، إدارات». 2 عدم وجود دراسات استراتيجية مفعلة للاتحاد السعودي لكرة القدم فيما يتعلق بقضية احتراف اللاعب السعودي. إذن: القضية واضحة فى نظر الجميع، ولا نحمل وسائل الإعلام كل الانتباه والمسؤولية، ومن هنا يجب أن ندرك، بأن تأخرنا واقعي وصحيح نتيجة ما جاء ذكره هنا، وأن تقدم الفرق الأخرى؛ أي الدول الأخرى يأتي من خلال: • البناء الاستراتيجي للتخطيط السليم لخطط طويلة، مبنية على أساس علمي، بمشاركات أكاديمية وتكنولوجية وإليكترونية للاختيار العام لإدارة الاتحاد. • البناء الاستراتيجي للتخطيط المفعل للاختيار للأصلح والمؤهل من اللاعبين للمشاركة فى منتخبات بلاده. • البناء الاستراتيجي للتخطيط المستقبلي لاختيار هيئة التدريب. وهذا ما جعل سلطنة عمان، والأردن، وأستراليا إلخ..، تتقدم إلى الأمام بدرجات عالية جعلتنا نحن في المؤخرة، وهناك في العالم فرق أخرى أصبحت فى عداد المنافسات القوية، للبرازيل، وأسبانيا، وألمانيا، وغيرها، إذ في كرة القدم الحالية لا كبير، بل بالعمل والفعل لا بالتصريحات والكلمات التي تفيد، حتى «الفرق» التي ظلت تعاني من أوضاعها المحلية، بدأت تعود من جديد للمشاركة «كالعراق، ولبنان»، لأنها عرفت بأن الطريق لا يفتح أمامها إذا لم تعمل وفقا للصحيح أو أقرب إلى هذا، فالكل فى سباق نحو عرش البطولة العالمية التى علت من شأن دول، وأزاحت دولا أخرى، للاستفادة من مسيرة استثمار يعالج اقتصادياتها ويحسن من إمكانياتها فى بلادها، وتقدم لأبنائها المزيد من فرص العمل، والخيارات، وآليات التدريب، والتعامل الاحترافي من عدد كبير من اللاعبين عندما يحترفون، ويمولون بلادهم وأهاليهم بمصادر من الذهب والمال المنعش للآمال والاقتصاد؟ إذن يجب أن نتعلم كيف نواجه مثل هذه الفرص؟ ليس لأننا نملك الإمكانيات المادية والمليارات فقط، ولا نعرف كيف نتعامل معها..؟، بل نحن نفتقد عنصر التخطيط السليم، ومبادئ الاحتراف، بل وقيمة العمل الجاد الذي يؤكد على الاستمرار فى أحسن الصور، وليس للبقاء على القديم والنوم والاتكالية فى كل صورها، يذكرنا هذا بأوضاعنا الأخرى الجامعية، والإدارية، والسلوكية التي بدأت تأخذ طريقا أفضل بإذن الله، وهذا من فضل الله، وما وهبه الله سبحانه وتعالى لبلادنا الغالية (قائدا مفكرا موهوبا، إنسانيا، وذكيا، ولماحا، ومقداما، وذا رسالة خالدة لبني الإنسان، بني بلده، وذا قدرة فائقة على مواجهة الصعاب وإبراز الحلول وهو فى نفس الوقت أحد أكبر علماء عصره وما بعده في مختلف مجالات التنمية والتطوير لبلاده وأبناء بلده، وهو ما نشهده بالفعل، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وحكومته الموقرة)، ونحن يجب أن نتعاون وندرك آمال وطموحات القيادة الحكيمة، فكرة القدم في العالم فى تقدم مستمر ولا بقاء لمن يظل كما هو عبدا للروتين والمادة والإنسان، ولهذا تراجعنا كل هذه السنوات: • لأننا لم نعمل بجدية ووضوح، ولم نصحح الوضع. • لأننا لم نقدم التخطيط الواعي العلمي لمستقبل الرياضة فى بلدنا (أندية ومنتخبات)، ومنها كرة القدم. لا أريد أن أعود للمطالبة بالاهتمام بالرياضة المدرسية الطلابية فى مستوياتهم المختلفة، وتقدير أهمية مشاركة المرأة بممارسة الرياضة فى مكانها الصحيح، فقد استهلك الموضوع، رغم أهميته. وأضم صوتي لمن نادى بضرورة «الضرب بقوة» لمن يعبث، ويتلف، ويتعامل مع أمن أهله، وأبناء بلده، وأمن بلاده، وأعتقد بأن رجال أمننا ونحن قادرون على تحقيق هذا الواقع الذي سوف يضع حدا لكل تلك التصرفات، نفس الشيء تقريبا يجب أن يكون في: اهتمام ورعاية الشباب بالأندية، والألعاب المختلفة، بما فيها كرة القدم، والثقافة المتخصصة والعامة للمنتمين إليها. وأن يكون الاهتمام ماديا ومعنويا ومستمرا. وأن تكون هناك متابعة ومحاسبة. وأن يكون اختيار الإدارات وفقا لمنهج تخطيطي سليم، مدعما بالخبرات المميزة السابقة واللاحقة، والقدرات الشابة القوية فى إيمانها ومستوى صدقها وإخلاصها. منهج للاحتراف الصحيح • ومع كل الحرص يجب تكوين منهج سليم، للقيام بدراسة وضع الاحتراف، فوضع الاحتراف لدينا لم يصل إلى المستوى اللائق والتطلعات، فاللاعب السعودي حاليا وفي الأغلب مدة صلاحيته لا تزيد من سنتين إلى ثلاث، وبالذات في مجال كرة القدم، والأدلة موجودة على الطبيعة ومباريات المنتخب ومباريات الأندية، وأشرطة التسجيل والسيديهات.. إلخ، فكيف مستواه في بقية الألعاب الأخرى، واللاعب السعودي لا يزال في وضع الهواة، ولتسمح لي الجهات المسؤولة عن الوضع: أن أتساءل كيف يمكن أن نعرف اللاعب المحترف؟ هل بما يملك من بعض المهارات الفنية؟ أم بما يملك من لياقة؟ أم بما يملك من قوة بدنية، أم هو مراع لأنظمة الاحتراف وقانونها ..؟ أم محافظ على السلوكيات والأخلاق العالية..! اللاعب لدينا كثير السهر، قليل الطاعة والتنفيذ لمتطلبات الواجب عليه. البعض كثير التدليل «تبرعات وأموال بلا حدود، هدايا، استخدام للهواتف الجوالة في غير تنظيم للوقت والمكان والزمان، والمناسبة ..إلخ». عدم كفاية طاقته التدريبية اليومية التى ينالها. غير منظم، وغير منتظم بالتدريبات. البعض كثير السفر والانفلات فى غير مكان آمن. البعض ثقافته متواضعه فى المجال، أو لا ثقافة تخصصية أو عامة.