استفاد 100 من الأحداث الموقوفين في دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام، من برنامج «حياة جديدة» الذي ساهم في تأهيل وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم. وانخرط الموقوفون في برامج تعليمية وتدريبية لتأهيلهم واحتوائهم في محاولة لضمان عدم عودتهم للدار والاستفادة من مدة محكومياتهم. وأوضح المدير التنفيذي للبرنامج أحمد بن عثمان العثمان أن فكرة المشروع نبعت من خلال المناقشات التي كانت تتم بين بعض الأفراد المتخصصين في المجال التربوي والتعليمي والأكاديميين من كلية التربية بجامعة الدمام وبعض العاملين في التدريس بوزارة التربية والتعليم ممن جمعتهم الرغبة في خدمة المجتمع من خلال تهذيب فئة من أفراد المجتمع، وانطلاقا من المشاركات السابقة لمؤسسات المجتمع المدني التي قامت بتقديم خدمات توعوية وبرامج تنفيذية داخل الدار. حيث تمت زيارة دار الملاحظة بالدمام والتعرف على واقع الطلاب فيها وإمكانياتها المتوفرة والبرامج التي تقدم فيها والاحتياجات اللازمة لها لكي تقوم بدورها على أفضل وجه. وبين العثمان أنه تم عرض المشروع على الجهات الراعية والمساندة، وهي: وزارة الشؤون الاجتماعية، شركة أرامكو السعودية، وجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي «واعي»، «حيث لمسنا تعاونا كبيرا من مدير الدار وفريق العمل الذي رحب بالفكرة ودعم لنا ذلك بالدراسات في إعداد رؤية المشروع». وعن الهدف العام للمشروع أوضح العثمان هدفنا الرعاية والإرشاد والدعم للنزلاء من خلال أنشطة منهجية وتعليمية مدروسة تهدف بشكل رئيسي إلى تقليص فرص عودتهم إلى دار الملاحظة، وتوفير الدعم اللازم لتسهيل اندماجهم في المجتمع من جديد، مبينا أن المستهدفين من البرنامج هم «نزلاء دار الملاحظة بالدمام، أولياء أمور النزلاء، والمشرفون على النزلاء، أما المستفيدون فهم الطلاب أنفسهم، أهاليهم والعاملون في دار الرعاية، المستثمرون وأصحاب المشاريع الخاصة، والمجتمع بأسره». وأشار مشرف البرامج العامة والتدريب بالدار بندر الدوسري أن البرامج التدريبية التي يتم تقديمها للأحداث ستركز على تأهيل الحدث تأهيلا علميا ومهنيا وتكسب كل منهم حرفة حسب هوايته وتنمي مواهبهم (المهنية والثقافية والعلمية والشخصية) في الجانب الصحيح، كما أنها تساهم في التقليل من نسبة الجريمة للأحداث، وتقليل نسبة العائدين منهم إلى دار الرعاية وزيادة التماسك الأسري والتفاعل البناء بين الطلاب وأسرهم، وكذلك استغلال أوقات الفراغ التي يعانون منها أثناء تواجدهم في دار الرعاية بزيادة الترابط الاجتماعي وتنمية مهارات التواصل فيما بينهم، وزيادة الثقة بالنفس لديهم وتقليل شعورهم بالدونية. من جانبهم، عبر عدد من الأحداث عن ارتياحهم لبرنامج «حياة جديدة» وقدرته على صقل مواهبهم وفق برنامج عملي تطبيقي، مشيرين إلى أن التدريب والتطوير مهم لهم في حياتهم، خصوصا أنهم مازالوا في بداية أعمارهم. واعتبر الحدث (م، م س) برنامج حياة جديدة «ساهم في نقل وتبديل حياتي، حيث كنت أسير بلا أهداف ولا رؤية، فالتحقت ولله الحمد بعدد من البرامج التي تزيد عن 12 برنامجا تدريبيا، بالإضافة إلى التحاقي بعدد كبير من التدريب على المهن الحرفية مثل النجارة والكهرباء والتبريد واكتشفت أن لدي قدرة كنت استغلها في غير موضعها». فيما يشير زميله الحدث (إ، م) أنه التحق ببرامج جميعها فيها جدية ونشاط وساهمت في كسر الحاجز النفسي الذي كان ملازما لنا قبل الانخراط في تلك البرامج التدريبية والمهنية. أما الحدث (م، د): البرامج التي ينفذها برنامج «حياة جديدة» هي الأولى من نوعها، «حيث مكثت في الدار أكثر من 7 سنوات ولم تقدم لنا برامج مثل هذه البرامج، فقد كسرت الملل من جميع الأحداث وأكسبتهم مهنا وهوايات جديدة».