أكد رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، أن الثقة التي منحها أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السموالملكي الأمير خالد الفيصل لأعضاء النادي خلال زيارة الأعضاء الجدد لسموه مؤخرا واطلاعه على استراتيجيات النادي المستقبلية تضاعف من مسؤوليات الأعضاء لخدمة الثقافة والأدب في المنطقة وأوضح السلمي ل«عكاظ» أنه لا يؤمن بجعل مراحل العمل في المؤسسات حقبا تاريخية، وليس من الحكمة التنكر للماضي وتجاهله، وأن الخطط التطويرية للنادي ستكون وفق متطلبات المرحلة، أكد السلمي على أهمية ترسيخ الفكر المؤسساتي، وكشف عن تقديم مجموعة من البرامج منها برنامج «طاقات» الذي يستهدف استكشاف مواهب الشباب، وبرنامج «جليس» الذي يقدم وسائل ويقترح طرائق للفت الجيل إلى القراءة وفوائدها، اعتبر أن المثقف يعيش مرحلة مترنحة، بين إشباع هم الثقافة، والدخول في التجاذبات الثقافية والفكرية المشتتة والهامشية، وأن المثقف كبا في موقفين أولهما في تجربة الانتخابات ونتائجها، وثانيهما حينما كرس بعض المثقفين همهم في الاهتمام بالمرأة، وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه النادي هي شح الميزانية، وأن مطبوعات النادي قد يلحقها قدر من التطوير الذي يجعلها أكثر حضورا وقبولا عند المثقف، «عكاظ» ناقشت معه مختلف قضايا النادي في تفاصيل الحوار التالي: • بداية ما هي تطلعات رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي نحو الثقافة في المملكة ؟ في الحقيقة لا بد أن أقول إن التطلعات لا تحد، والطموحات لا تعد، وإمكانات النادي المادية والبشرية والزمانية، تجعلنا في المجلس ندقق بلا اندفاع ونخطط بتريث وننتقي من الأفكار والطموحات ما يستجيب للمرحلة ويتسق مع التطلع ويكون في حدود الممكن، وأنا من الذين لا يؤمنون بجعل مراحل العمل في المؤسسات حقبا تاريخية أو أرخبيلا من جزر متفرقة من العمل، لكن سأبني على ما وجدت وأعزز هذا البناء ومعي زملاء أعزاء وأخوة وأخوات أوفياء للمؤسسة يحرصون عليها وعلى نجاحها، وستكون خططنا التطويرية وفق متطلب المرحلة سواء على مستوى آليات العمل أو على مستوى المناشط أو حتى على مستوى الشرائح المستهدفة من المجتمع. ومن الحكمة أن أي فريق عمل جديد إذا جاء في مكان ما، يفترض فيه ألا ينسف الماضي، أو يتنكر له، أو يعمد إلى تجاهله أو تسفيهه، وعلى أي مجلس جديد أن ينظر إلى المنجز، فما يراه محتاجا إلى بناء إضافي يضاف. ونحن أعضاء مجلس الإدارة لدينا طموح في العمل الجاد للرفع من شأن الثقافة في المملكة من خلال تعاضد الأندية وتعاونها واستحضارها لهذا الهدف فمهما اختلفت الآليات فرسالتنا واحدة، وللعلم فلدينا لجنة خاصة بالتبادل الثقافي قدمت مشروعا متكاملا سيطرح للنقاش في جلسات المجلس القادمة يستجيب للتطلعات حول الثقافية. أجندة العمل • ما أبرز خططكم المستقبيلة لتطويرة النادي؟ نسعى جاهدين لتقديم برامج جاذبة وقد وضعنا في أجندة عملنا رزنامة من الأفكار نضع الآن اللمسات الأخيرة لتنفيذها ومن أبرزها، برنامج «طاقات» وهو برنامج يعنى بتنمية المواهب الإبداعية وبرنامج (جليس) الذي يقدم وسائل ويقترح طرائق للفت الجيل للقراءة وفوائدها والمكتبات المفيدة والمشاركة في تقديم الخبرات والكتب التي يحتاجها طالب العلم والمثقف والأديب في جدة ومحاولة تنفيذ ذلك من خلال مكتبة النادي التي يسعى آل الشربتلي وفقهم الله إلى جعلها مكتبة رقمية، كما أن من الخطط التطويرية تقديم برنامج (السائح المثقف) وكذا تطوير المطبوعات وموقع النادي ليكون تفاعليا إضافة إلى برنامج التبادل الثقافي الذي أشرنا إليه، يضاف إلى ذلك النشاط المنبري الذي سيعلن عنه قريبا وسيشهد نقلة نوعية في موضوعاته وضيوفه. الفكر المؤسساتي • هل ستنطلق من حيث انتهى الآخرون أم سيكون لك خط مغاير تبدأ به مشوار التطوير؟ قلت سابقا العمل الثقافي لا يمكن أن يتحول إلى ذرات متناثرة زمنيا ولكن هو فضاء فسيح ومساحة مهيأة تستقبل صهيل الحرف وخطوات البناء وجسور التواصل، ونحن في مجلس الإدارة نتعامل مع منجز هذه المؤسسة، ونبني عليه، ونحاول جاهدين ترسيخ الفكر المؤسساتي، أكثر من ترسيخ الفكر الفردي، فنبني على الأسس القائمة ولكن سمت اللحظة ومتطلبات المرحلة، لا نريد أن نكون عمليا نسخا مكررة ممن سبقنا ولكن نتخذ من خبرتهم نبراسا للانطلاق في ميدان الحاضر، وهنا دعني أنتهز الفرصة لأعتب على كل أولئك الذين يمجدون الماضي بمن فيه ويتوجسون خيفة من الحاضر، فإذا جعلوا من الماضي حائط مبكى فإن في الحاضر شواطىء من الآمال والطموحات التي يضطلع بها شباب تحدوهم الهمة ويدفهم الهم الثقافي للعمل، وعليه فنحن قدمنا وأمامنا رسالة ولنا رؤية وعندنا أهداف نحاول جاهدين تحقيقها وفق الإمكانات المتاحة. المرحلة المترنحة • كيف ترون إسهامات المثقف السعودي في المشهد الثقافي في مدينة جدة وفي المملكة عموما؟ لا شك أن المثقف يعيش مرحلة مترنحة، بين إشباع هم الثقافة والدخول في التجاذبات الثقافية والفكرية المشتتة والهامشية التي لا تنفك تظهر على الساحة في كل يوم. ولكي أكون أكثر صراحة فالمثقف أو من ارتدى عباءة المثقف كبا في موقفين أولهما في تجربة الانتخابات ونتائجها، فقد أظهرت هشاشة في فكر وثقافة من أطربونا زمنا بالتغني بها ولكن حينما تمت رفعوا عقيرتهم وشحذوا هممهم وأقلامهم في انتقاص التجربة وكأنهم يريدونها أن تولد كاملة لا يعتريها خلل، ثم تبين أن بعضهم كان ينادي بها طمعا في أن تقدمه إلى الصف الأول أو تبقي عليه ممسكا بموقعه، فلما رأوها أمطرت على غير أرضهم انبروا في انتقاصها وانتقاص من جاءت به، وثانيهما حينما كرس بعض المثقفين همهم في الاهتمام بالمرأة وأضحت هي الثقافة ففي كل ملتقى أو معرض أو مهرجان أو ندوة أو أمسية أضحى سؤالنا أين تجلس؟ وكيف تلقي؟ ولماذا تقصى؟ وغيرها من الأسئلة فكأن المثقف لا يحمل إلا هم هذه المخلوقة. وهذا يسري على المثقفين في جدة وفي غيرها. إن بعض المثقفين يعيش ما يشبه القطيعة، أو البرود العاطفي، أو الثقافي إن صحت التسمية في العلاقة بينه وبين المؤسسة الثقافية... وهذا تحد آخر أمام الأندية في هذه المرحلة مما يحتم إعادة النظر في آليات الفعاليات حتى تستقطبهم. شح الميزانية • برأيك ما العقبات التي تعترض تطوير النادي وتحد من تميزه ؟ هناك تحديات كبيرة وكثيرة والأخوة أعضاء مجلس الإدارة يدركونها، ومن أبرزها صعوبة اقتناص الفرص فنادي جدة على بوابة الحرمين ولا يصعب عليه الحصول على الضيوف الذين يحضرون للمناسبات الدينية ولكن العائق التنسيق مع الجهات الأخرى، كما أن عزوف المثقفين في المرحلة السابقة عن النادي بل طمسه من ذاكرتهم يفرض علينا إعادة تكريسه بمناشط تشبع نهمهم، نضيف إلى ذلك العوائق المادية فالميزانية مازالت شحيحة فنحن ندفع أكثر من 80000 بين الصيانة وسداد الفواتير عدا الرواتب، ولا يقال إن لديكم عشرة ملايين فما تبقى منها نطمح في صرفه على المناشط المتميزة والملتقيات والتبادل الثقافي ليحقق الغرض منه، كما أمامنا التحدي الأكبر وهو جعل النادي منبرا للشباب يغشونه كل حين يرعى مواهبهم ويحقق طموحاتهم وينمي انتماءهم ويصقل إبداعاتهم. برنامج طاقات • كيف سيتعامل النادي مع فئة الشباب ؟ وهل هناك برامج تستهدفهم ؟ كما قلت سابقا فجزء كبير من مناشط النادي تستهدف ونحن نستمد قوتنا منهم ونعد أنفسنا شبابا ولكن ضرورة مزج خبرة الشيوخ بهمة الشباب مطلب يحق السير بخطى واثقة، وقد وضعنا برنامج اسمه (طاقات) وكذا هنا لجنة تعني بالكشف عن المواهب المبدعة وترعاها. • قوانين النشر وطباعة الكتب هل ستتغير في النادي ؟ لا نسعى إلى التغيير لأجل التغيير ولكن لكل مرحلة ظروفها ومطبوعات النادي ستظل معلما بارزا يفاخر به نادي جدة، وقد يلحقها قدر من التطوير الذي يجعلها أكثر حضورا وقبولا عند المثقف، أما طباعة الكتب والدواوين فهي محكومة بأنظمة تحكيمية فما يجاز وينسجم مع أهداف النادي ورسالته قدمناه للقارىء.