حصلت على هذه الفرصة الغالية لأطل عليكم عبر هذا المنبر العريق صحيفة عكاظ شريطة أن تكون إطلالتي الأسبوعية في حدود ال 180 كلمة. قبل سنوات الإنترنت قد يكون هذا الشرط تعجيزيا فلسان العرب دائما ما يميل إلى الإطالة في الشرح لإيصال المعلومة ضاربا كل الطرق اللغوية من تصوير وتشبيه وتمثيل وحتى إعادة الفكرة عدة مرات بصور مختلفة في نفس المقال. اليوم وبعد أن فاجأنا تويتر بمقدرته على صنع الفرق بمائة وأربعين حرفا فقط قد أقول إن مائة وثمانين كلمة تعتبر بذخا لا ينعم به الكثير في زمن الإنترنت. ولكن بصراحة لو أردت أن أطل أسبوعيا بمائة وثمانين كلمة من خلال هذه الزاوية فعن ماذا سأكتب؟ عن الشقاق والفراق الفكري الذي نرزح تحت أقدامه دون أي فائدة نلمسها برغم مرور عقود على بدايته؟ لا أظن أن ذلك هو إهدار للوقت والجهد والتفكير ولو كان هنا شمس «لبانت من أمس». أم أكتب عن الوضع السياسي المتناقض الذي يهز أطراف المنطقة وتقلبات المواقف التي أصبحت تنافس تقلبات مناخنا؟ لا ذلك انتحار عقلي ومهني لا طاقة لي به. لذلك سأحاول أن تكون إطلالتي هنا ضد الفساد والمفسدين وهذا برأيي أصلح الأمور وأكثرها واقعية.