حادثة الكاتب السعودي المراهق الجاهل حمزة، الذي جنح في كتاباته وفكره بصورة غير مقبولة وغير معقولة عن نبينا وحبيبنا رسول الله وسيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام؛ أثارت عليه الغضب والسخط من جميع فئات المجتمع السعودي خاصة والإسلامي عامة؛ وهو أمر طبيعي كان متوقعا وردة فعل كان لابد منها. ولكن المؤسف حقا أن ردة الفعل تلك أخذت من البعض وفي جزء من ثناياها منحى كريها لم نكن نريده أو نرغب فيه أو نتوقعه؛ وهو المنحى القبلي العنصري البغيض. بدأت القصة منذ عهد توحيد المملكة على يدي المؤسس الكبير المغفور له عبد العزيز بن عبد الرحمن، الذي استطاع بعبقريته وبعد نظره وتمسكه بفضائل ومبادئ الدين الحنيف أن يوحد هذا الكيان الشاسع ويمحو الفروقات والنعرات المناطقية والقبلية. ويربط هذا المجتمع المتباين تحت راية التوحيد وأن لا إله الا الله ومحمد رسول الله؛ وأن الجميع يتساوون أمام الله عز وجل ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. واستمر هذا النهج الطيب خلال عهد أبنائه البررة حكام هذا البلد الأمين وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز. وتعاون الجميع من كل فوج وصوب في النهوض والارتقاء بهذا الكيان الفتي ورفع اسمه ورايته في كل الأجواء وملء السماء. ونتج عن ذلك وحدة داخلية وجبهة وطنية متحدة ومتلاحمة لا يمكن اختراقها من الخارج؛ رغم المحاولات المتكررة من أعداء هذا البلد الآمن. غير أننا فوجئنا وصعقنا بأن هذه الحادثة الغريبة هيأت البيئة الموبوءة لانتشار نعرات قبلية وعنصرية من قبل بعض الفئات المريضة وقلة من الأفراد الذين انساقوا خلف أفكار ومشاعر منحرفة. سواء بحسن أو سوء نية؛ لا ينتج عنها سوى الفرقة والبغضاء والتمزق المؤلم داخل نسيج هذا المجتمع المسلم المترابط حسن العشيرة، الذي تأسس ونما على التلاحم والتكافل منذ عهود طويلة، بدأت كما ذكرت سابقا بتوحيد الكيان الوطني العظيم على يد المؤسس الكبير طيب الله ثراه. من واجبنا الآن التريث والتأمل، وبذل الجهود وإيجاد الوسائل الحسنة؛ والتفكير فى العلاج الناجع للتغلب على هذا المرض الفتاك الذي قد يؤدي إلى تفكك المجتمع وإضعاف الدولة إذا ما ترك له المجال للانتشار والاستفحال. سؤالي هو: هل الانتماء إلى قبيلة أو منطقة أو خلفية عرقية أهم، أم الانتماء إلى وطن كبير شامل قوي موحد تحت راية واحدة شامخة؟. في رأيي أن الانتماء القبلي أو العرقي ما هو إلا مجرد إحساس شخصي داخلي. لا بأس من الحفاظ عليه ولا ضرر منه طالما أنه بقي داخل إطار الوحدة الوطنية وضمن حدود لا تطغى على الإحساس الوطني، مع مراعاة أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. فقوتنا ووحدتنا تكمن في تنوعنا وتغايرنا. وأزعم أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بسلطة الدولة وفرض هيبتها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة