لأول مرة في تاريخ السينما الفرنسية، حصد الفيلم الفرنسي الصامت الرومانسي «ذي ارتيست» خمس جوائز في حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي أقيم في لوس انجليس في ساعة متأخرة ليل أمس الأول، من بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل لجان دورجاردان الذي أصبح أول فرنسي يفوز بهذه الجائزة، حيث لم يسبق لأي فيلم فرنسي أن حصد هذا العدد من الجوائز في حفل الأوسكار. فإلى جانب جائزة أفضل فيلم التي منحت للمرة الأولى إلى فيلم غير ناطق بالإنجليزية فرض فيلم «الفنان» أو «ذي ارتيست» نفسه في فئات أفضل ممثل (جان دوجاردان) وأفضل مخرج (ميشال هازانافيسيوس) وأفضل موسيقى وأفضل ملابس. وأفلتت منه جوائز أفضل ممثلة في دور ثانوي وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل سيناريو أصلي. وتدور أحداث الفيلم وهو على غرار الأفلام الصامتة القديمة بالأبيض والأسود حول نجم أفلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الأفلام الناطقة ويجد الخلاص في علاقة رومانسية. وفاز المخرج الفرنسي ميشيل هازانفيشوس بجائزة الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) لأفضل مخرج عن فيلم (الفنان) وهذه أول مرة يفوز فيها هازانفيشوس بالأوسكار كما إنها أول مرة يتم فيها ترشيحه للجائزة. وشكر توماس لانغمان منتج الفيلم الأكاديمية الأمريكية للفنون السينمائية التي تمنح الأوسكار لانها قدمت له «الجائزة التي يحلم بها الجميع»، فيما شكر المخرج ميشال هازانفيسيوس بدوره وقد غلب عليه التأثر عند تسلمه جائزة أفضل مخرج: (المخرج الأمريكي) بيلي وايلدر وقال: «إني أسعد مخرج في العالم اليوم» مقرا «لقد نسيت ما ينبغي أن أقوله. الحياة رائعة أحيانا وهي الحال اليوم». وتدور أحداث الفيلم الذي صور بالأبيض والأسود حول نجم أفلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الأفلام الناطقة ويجد الخلاص في علاقة رومانسية. ولدى تسلمه الجائزة قال جان دوجاردان: «لو أن شخصية الفيلم جورج فالنتان كانت تتكلم لقالت: يا إلهي! شكرا.. الأمر رائع! شكرا جزيلا»، مشيدا بالنجم الفعلي للسينما الصامتة دوغلاس فيربانكس والممثلين الأمريكيين الذين استلهم أداءهم وزوجته الكسندرا لامي. وفاز فيلم «هوغو» وهو الأول بالأبعاد الثلاثية والموجه للأطفال لمارتن سكورسيزي، بخمس جوائز اوسكار في فئات تقنية هي أفضل ديكور وأفضل صوت وأفضل ميكساج وأفضل مؤثرات خاصة وأفضل تصوير. وفي فئات التمثيل فازت ميريل ستريب باوسكارها الثالث خلال مسيرتها الفنية على تأيدتها شخصية رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر التي تعاني من الخرف في فيلم «آيرون ليدي» أو «المرأة الحديدية». وشكرت الممثلة (62 عاما) التي ارتدت فستانا ذهبيا بلون تمثال الأوسكار الحضور «على مسيرة رائعة بشكل لا يوصف»، خاصة وأنها رشحت لجائزة الأوسكار 17 مرة حتى الآن. فيما حازت أوكتافيا سبنسر (39 عاما) كأفضل ممثلة في دور ثانوي في فيلم «ذي هلب» أو «المساعدة» دون أي مفاجأة بعدما حصدت كل الجوائز السينمائية خلال الموسم الحالي، وقالت: الممثلة لدى تسلم الجائزة وسط تصفيق الحضور: «شكرا لأنكم أهديتموني أجمل رجل في السهرة» في إشارة إلى تمثال أوسكار الأصلع القصير ومفتول العضلات قبل أن تجهش بالبكاء وهذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها بالأوسكار ولم يتم ترشيحها من قبل لهذه الجائزة. وفي سن الثانية والثمانين فاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر، بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي لتأديته دور مثلي جنسي يقرر أن يكشف عن ميوله الجنسية في سن متقدمة في فيلم «بيغينرز» لمايك ميلز، وتوجه مازحا إلى التمثال بالقول «أنت أكبر مني بعامين .. أين كنت طوال سنين عمري؟» حيث تأسست جوائز أوسكار في عام 1927 أي قبل ولادة الممثل بعامين، فيما وقف الحضور له ضاحكا ومصفقا. واكتفى فيلم «ذي ديساندنتس» الذي كان من الأوفر حظا في السهرة، بجائزة أفضل سيناريو مقتبس، في حين حاز وودي آلن جائزة افضل سيناريو أصلي عن «ميدنايت ان باريس» وهو الأوسكار الرابع في مسيرته الفنية. أما اوسكار أفضل فيلم أجنبي فكان من نصيب الفيلم الإيراني «انفصال» الذي سبق وحصد مجموعة كبيرة من الجوائز العالمية. وقال مخرج الفيلم اصغر فرهادي «بكل فخر أهدي (الأوسكار) إلى شعبي وهو شعب يحترم كل الثقافات والحضارات وينبذ الحقد والكراهية».. وقدم الحفل الممثل والفكاهي المخضرم بيلي كريستال للمرة التاسعة. وفاز فيلم (راتجو) للمخرج جور فيربينسكي بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وكان رانجو قد فاز بعدد كبير من الجوائز الأخرى من بينها جائزة الأكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون (بافتا). ما يهمنا هنا كعرب هو ذاك الغياب الكبير الذي سجله العرب عن هذا الحدث السينمائي العالمي، الذي يكون وجودهم في بعض المهرجانات على استحياء، ويرى المخرج السعودي عامر العبود، أن المشاركات العربية تبدو أكثر على هامش المهرجانات الأوروبية مثل «كان» و«نانت» في فرنسا و«البندقية» في إيطاليا وغيرها، وقال: «هذه المشاركات في الغالب تأتي في إطار جوانب تسويقية أو دعائية لبعض النجوم العرب الذي يتلقون الدعوات لحضورها وأحيانا يدعو البعض أنفسهم».