ثمن أعضاء في مجلس الشورى وأكاديميون المضامين الواردة في حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني في مدينة حائل. وأكدوا ل «عكاظ» أن حديثه يحفظه الله دليل دامغ على عمق الرباط القوي بين القيادة والشعب وحرصها الأكيد على تلبية متطلبات العيش الرغيد لأبناء الوطن. وأجمعوا على أن الشعب السعودي يعي تحديات المرحلة ويتعامل معها بمسؤولية وطنية. وأكد ل «عكاظ» أحمد اليحيى الأمين العام المساعد في مجلس الشورى، أن مبادرة الحوار بين الثقافات واتباع الديانات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ سنوات، لتكون بديلا لفكرة «صراع الحضارات» التي أثارها البعض في بعض الدول. وقال لو أخذنا بمبدأ صراع الحضارات سيتجه العالم نحو حروب طاحنة، لن يسلم منها أحد. وأضاف، تركز فكرة الحوار على إيضاح الحقائق لكل طرف، وإيضاح المصطلحات وإبرازها سواء دينية أو ثقافية أو تاريخية، فلكل إنسان الحق أن يعيش بالطريقة التي يراها والتي تتفق مع مبادئه وثقافته، مؤكدا «صعوبة فرض أسلوب واحد للحياة مهما كان هذا الأسلوب جيدا من وجهة نظر البعض، حيث إن مبدأ الاختلاف من أساسيات الحياة، لهذا دعا خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار بين اتباع الديانات والحضارات حتى تتضح الصورة ويعيش العالم في أمان وسلام ليفتح المجال لتقدم البشرية». وبين أن اختيار محور «الحوار العالمي لاتباع الديانات والحضارات والثقافات» في اللقاء التشاوري الثالث كان منطلقا من هذه الرؤى، حيث قدم مجلس الشورى ورقة تناولت أبرز جوانب هذا المحور وأهميته في التعايش السلمي بين الدول. الحوار أتى ثماره بداية قال الدكتور صدقة فاضل عضو مجلس الشورى، إن الحوار الوطني الذي بادر خادم الحرمين الشريفين باستحداثه داخليا وخارجيا آتى ثماره اليانعة، فعلى الصعيد الداخلي هناك مركز الحوار الذي يقيم حوارات وطنية دورية آخرها في حائل، والغرض الرئيس منها التفاهم بين فئات المجتمع المختلفة سواء مذهبية أو طائفية أو عقائدية أو فكرية بما يؤدي إلى احترام الآخر وتضامن الجميع لخدمة المصلحة العامة العليا لبلادهم وضمان وحدتها وتماسكها خصوصا في ظل الأوضاع المعروفة في المنطقة وما تتعرض له بلادنا والمنطقة العربية بصفة عامة من مؤامرات وتهديدات ومخاطر أشار إليها الملك عبدالله في حديثه يوم أمس الأول، وأكد للجميع ضرورة الاستمرار في هذا النهج الذي هو عبارة عن أسلوب يهدف لضمان التلاحم الوطني والتماسك الشعبي وتفاني الجميع في خدمة وطنهم بما يؤدي في النهاية إلى تحقيق المصلحة العليا العامة التي تهم الجميع بصرف النظر عن الفئة التي ينتمون إليها أو الفكرة التي يحملونها، هذا على المستوى الداخلي وقد رأينا أمس الأول خطوة من خطوات هذه المسيرة التي بادر بها الملك عبدالله يحفظه الله. وأضاف: كما أن خادم الحرمين الشريفين بادر لإقامة الحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الديانات المختلفة على المستوى العالمي، وكلنا نعرف المؤتمرات المنعقدة التي كانت برعاية المملكة وبحضور وتشريف شخصي من الملك عبدالله بن عبدالعزيز سواء في نيويورك أو مدريد وغيرهما. وزاد «مؤخرا تم تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات في فيينا عاصمة النمسا وتم عقد اتفاقية دولية بين أعضاء المركز ودولة المقر، فهو مركز دائم وعالمي الهدف الرئيس منه تدعيم وتأييد ودعم الحوار فيما بين الحضارات والثقافات المختلفة وفيما بين أتباع الديانات المختلفة». عامل مهم جدا وفي شأن متصل، أوضح عضو مجلس الشورى حسن الشهري، أن الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة وذلك ضمن إطار كامل تعمل عليه القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير الحياة الكريمة للمواطن. وأشار إلى تنوع قاعدة الاقتصاد السعودي من خلال تنمية الموارد البشرية وتوظيف الأيدي العاملة والاستثمار في إنشاء مشاريع البنى التحتية، والتي كان آخرها مدينة وعد في المنطقة الشمالية وذلك من خلال تنويع الاستثمارات في المملكة وتوطين الوظائف في كافة مناطقها. تحدث العضو أن المملكة والحمدلله لم تمر بأزمة مالية أبدا في ظل ما يعيشه العالم من أزمات وذلك بزيادة الضخ في المشاريع واستخدام الفوائض المالية في استثمار المشاريع المستقبلية والتي سيكون لها مردود إيجابي على المواطنين في المستقبل. مكاشفة بين الملك والشعب بدوره قال الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مكاشفة بين الملك والشعب، مشيرا إلى أنه «لهذا نجد أن الملك يبلغ شعبه بأنه لاشيء بدون الشعب، وهذا يؤكد التلاحم بين الحاكم والمحكوم في المملكة وهذا هو الدور الرئيسي في دحر كل المؤامرات التي تعرضت لها المملكة منذ تأسيسها». وأبان أن المملكة واجهت تحديات كبيرة وفي كل مرة تنتصر المملكة والسبب العدالة الشرعية التي تطبقها المملكة والأبواب المفتوحة التي تربط بين الحاكم والمحكوم والشعب أيضا، وكذلك الحرية التي لدى الشعب بخصوص المشاركة وبناء الوطن. وزاد: الملك عبدالله أشار إلى شعبه محذرا من أن هناك من يتآمر على المملكة بشكل خاص والأمة العربية والإسلامية بشكل عام، ومن يتتبع القنوات الفضائية والدول والأخبار والأحداث من حولنا يجد أن الأمر هذا لا يخرج عما قاله خادم الحرمين الشريفين، فهذه الكلمة تعد تنبيها ومكاشفة بين الملك وشعبه. وأضاف: الشعب السعودي وطني يؤمن بدينه ووطنه وخدمة قيادته الرشيدة وهو لهذا لا يخشى على المملكة من أي مؤامرة فهم يرون أن المملكة وشعبها دعامة للإسلام والمسلمين، فلابد أن يكون هناك تضامن في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمتين، وأن نقف في مواجهة أي نوع من هذه المؤامرات التي تحاك ضدنا، خصوصا أننا عندما شاهدنا وقائع مؤتمر أصدقاء سوريا اتضح لنا جليا بأن بعض الدول تريد الإبقاء على الأنظمة التسلطية ضد شعبها وهذا يعرقل المسيرة التطورية للأمة العربية والإسلامية. حب متبادل من جانبه يؤكد مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي آل هيازع أن من أبرز أسباب التلاحم بين القيادة والشعب أن لديه إحساسا بالملك وكذلك العكس، فعندما قال يحفظه الله إذا أنتم بخير فأنا بخير فإن هذه الكلمات البسيطة في ظاهرها عكست معاني عظيمة، فالملاحظ في لغة الخطاب الملكي أنها ليست لغة سياسية فقط، بل هي لغة صادقة تخاطب وجدان الناس، فالقلوب تحب من يحبها، وهي علاقة أعمق من علاقة الأب لأبنائه، فهو أب وملك وحاكم ويمثل البلد في الداخل والخارج. قيادة حكيمة وعادلة وأضاف قائلا: أثبتت السنوات منذ أن وحد المغفور له الملك عبدالعزيز هذا الكيان إلى يومنا هذا أن الشعب السعودي نسيج واحد قيادة وشعبا، فالعالم من حولنا كما نشاهد تعصف به الأحداث الكبيرة من مظاهرات واحتجاجات ونحن بحمد الله تعالى ثم بفضل ما يتمتع به الملك عبدالله من شخصية قيادية حكيمة وعادلة ومحببة أخذت على عاتقها ما من شأنه رفعة هذا الوطن ورفاهية أبنائه، وهذا الحب العظيم للقائد المفدى، والولاء الشديد لهذا الملك الإنسان هو نتيجة طبيعية لما من الله على هذا الملك الفذ، والقائد الملهم، من صفات جليلة، وخصال حميدة، فأول تلك الصفات التواضع الجم، وإنسانيته الفياضة، مما جعله بفضل الله قريبا من جميع شرائح الشعب، مخالطا لهم، مطلعا على همومهم وطموحاتهم، ساعيا إلى سد احتياجاتهم، مهتما بقضاء حوائجهم، وتنفيس كرباتهم، وتيسير عسرتهم.