نعم سيصبح إذا فتح قلبه وبابه للطالب وكان له الأب الحنون الذي يخلف والده في المنزل ينصحه ويرشده بما هو أعلم به من والده في المنزل ، هل الطالب بحاجة إلى هؤلاء في بعض أمور حياته؟ نعم هو بحاجة ماسة لهؤلاء ، لماذا لا نلمس هذا الشيء في جامعاتنا السعودية نعم نحن نفتقر لهذا الشيء كثيرا، لماذا الطالب حين يخرج من بيته ذاهبا للجامعة فيسأله والده كيف أمور دراستك ومستقبلك ؟ هل سيجيبه الطالب لا تقلق ياوالدي -بعد الله- لدي آباء في الجامعة يحملون نفس قلبك الأبوي وهم خير معين لنا بعد الله في مساعدتي بحل مشكلاتي ونصحي وإرشادي للطريق الصحيح وأبوابهم مفتوحة لنا دائما؟ أم سيجيبه أنني أتعب ولا أجد من يحن عليَّ ويخاف عليَّ لا أجد من يرشدني ولا أجد من يساعدني في حل مشكلاتي وأبواب آبائي في الجامعة مغلقة . نعم الطالب بحاجة لأب في الجامعة عوضا عن والده في المنزل يحمل نفس الإحساس والقلب الأبوي هل هذا الشيء كثير عليهم ؟ لا ليس كثيرا بل إنه متعة في الحياة حين تكون أبا لآلاف الأشخاص كم أجر ستأخذ من مساعدتك لهم كم دعوة خير ستحصل عليها ! تحلوا بذلك وكونوا خلف آباء المنازل لأن الجامعة هي المطب الأخير في تحديد حياة الإنسان ونجاحه وحصوله على المناصب العالية لينفع مجتمعه بما تعلمه من دراسته ومن آبائه في الجامعة من حسن الأخلاق والتعامل ،وبذلك تكون قد وهبت للطالب بتوفيق من الله نجاحه في حياته وتعلمه أخلاق العمل، هل بعد ذلك سيجد الطالب آباء له في الجامعة خلف أباه في المنزل؟. كم هو جميل أن نتحلى بالذوق وحسن الأخلاق في تعاملنا مع الغير بأن نزن كل كلمة قبل أن نتفوه بها وأن ننتبه لكل تصرف قبل أن يصدر منا .. للأسف الكثير من الناس الذين يعتبرون أنفسهم من أصحاب الرقي، ولا أدري ما هو مقياس الرقي في نظرهم لأن تصرفاتهم لا توحي أبدا بذلك، مسكين الذي يفكر بذلك ؛ لأن المناصب لايمكن أن تكون دليلا على رقي الإنسان! وإنما أخلاقه الحسنة وذوقه السليم في التعامل مع الآخرين هو الدليل على رقي الإنسان وعلى أخلاقه . نحن نستمد أخلاقنا وحسن تعاملنا وحسن حديثنا وتصرفاتنا من ديننا الحنيف ومن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان مثالا يحتذى به في كلامه وتصرفاته مع الآخرين، فهو حتى الخادم لم يكن يعامله إلا بكل طيبة . صاحب القلب الكبير والأب الحنون الذي كان قلبه وباب مكتبه مفتوحين لكل طالب كان كل وقته وأهم ما ينجزه أن يقوم بمساعدة الطالب في نصحه وإرشاده وحل مشكلاته، كان أبا لكل طالب، لم آتِ إليه يوما وأجد بابه مغلقا، جميع الطلاب يشهدون له بذلك، وبسبب هذا أحببنا الجامعة وتعلمنا منه الكثير إنه الدكتور حسن حجاب الحازمي عندما دخلت جامعة جازان كان عميدا لشؤون الطلاب في الجامعة والآن هو وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية نتمنى له نحن جميع الطلاب الرقي الدائم والتوفيق. علي ناصر بحيص مغفوري (جامعة جازان)