عندما يقع الطفل في مشكلة، من الطبيعي أن يلجأ إلى الأسرة، فلو كانت الأسرة هي مصدر المشكلة فلمن يلجأ الطفل؟ بهذه الكلمات، بدأت الأخصائية النفسية ورئيسة مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة سميرة الغامدي حديثها حول العنف الموجه للأطفال، وكيف يمكن مواجهته والحد منه. وأضافت: يعتقد الكثير أن المهدد الوحيد لأبنائنا هو الغريب وللأسف الشديد هذه قاعدة غير صحيحة، فقد يكون أقرب الأشخاص للطفل هم من يبادرون بالإساءة إليه، فقد يكون أحد الوالدين أو أحد الأقرباء أو المربيين والملاصقين للطفل، وفي أكثر الأماكن أمانا للطفل كالبيت والمدرسة وأماكن العبادة أو الأنشطة الرياضية أو الترفيهية، وهذا من أسباب صمت الطفل مما يزيد من الاستغلال والإساءة والعنف، بالإضافة إلى الخوف والإحساس بالذنب وعدم الوعي والمعرفة بكيفية حماية أنفسهم. ولحماية الأطفال والحد من العنف الموجه لهم، يجب تعليمهم أساسيات تخص تكوينهم الشخصي وعلاقتهم بمن حولهم من الصغر حتى تصبح أسلوب حياة. يجب تعليم الطفل أن جسده ملكه، وهو مصان لا يسمح لأحد بالاقتراب منه بضربه أو لمسه، وإذا ما أحس بأن سلوك شخص آخر تجاهه مريب فليبتعد عنه ويطلب المساعدة، وأن يبحث عن شخص كبير يثق فيه ويخبره ما يعاني أو يشعر به، وإن لم يصدقه، يستمر في البحث وإبلاغ الآخرين حتى يصدقه أحد على ألا يجلس بمفرده مع شخص يشعر أنه سيؤذيه. وفي حالة حدوث أزمة لأي طفل، لابد أن يعرف بعض المعلومات من أجل دعمه، وأنه ليس وحده، فهناك أطفال تعرضوا للعنف ولذلك يجب أن لا يسكت حتى ينال المجرم العقاب. ومن المهم أن تكون جميع فرق الدعم مستعدة ومدربة ومتفهمة ومتواصلة بشكل منظم، وهنالك سهولة في الوصول إليهم للتعامل مع الأطفال الذين يتعرضون للعنف، ويجب أن تكون الأسرة واعية وداعمة لأطفالها لتحميهم من العنف فأبناؤنا مسؤوليتنا إن لم نحافظ عليهم خسرناهم حاضرا ومستقبلا.