تهويل عملية تطبيق العقوبة على تاجر مخالف وتصوير أصغر العقوبات وأهونها على أنه شأن عظيم هي سياسة تجار يطبقون المثل الشعبي القديم (قابل صياح بصياح تسلم) أو الأحدث (ضربني وبكى سبقني واشتكى)، نحن لا نعيش في كوكب آخر ونرى الدول المتقدمة من حولنا لم تتحسن الخدمات المقدمة لساكنيها ولم تحفظ حقوقهم كمستهلكين ولم توفر الدولة تكاليف علاجهم من أضرار الغش والخداع إلا بتطبيق عقوبات تتناسب مع عظم المخالفة وتأثيرها وعواقبها بما في ذلك عقوبة التشهير، ولم أجد أحدا يرأف بمخالف قاصدا متعمدا إلا نحن مع التاجر تحديدا والتاجر الشهير خاصة، ولا أعلم مبررا منطقيا لأن نحمي من لم يحم نفسه. لا أحدد التاجر جزافا، فنحن نشهر بعقوبة مشاهير غير التاجر، عقوبة الكاتب تعلن وعقوبة اللاعب تعلن وعقوبة الحكم تعلن وفيها جميعا يذكر الاسم ويتداول في الإعلام مع أن مخالفات هؤلاء لا تؤثر في جماعة ولا يترتب عليها تحميل ميزانية الوطن أعباء إصلاح خلل أو علاج ضرر!!. التاجر الذي يبيع مواد استهلاكية فاسدة على ملايين البشر والمطعم الذي يطعم مئات الزبائن طعاما ملوثا أو صنع من مواد منتهية الصلاحية، هو في حقيقة الأمر سبب أضرارا صحية تعالج على حساب الدولة سواء عرف سببها في حينه أو لم يكتشف إلا بعد حين، ومعالجة تلك النتائج تكلف خزينة الدولة الملايين، لمجرد أن تاجرا أراد أن يربح ملايين بطريقة غير شرعية ويتحقق له ذلك الربح كلما طال أمد اكتشاف المخالفة، فإذا حدث واكتشفت أليس من الظلم للوطن أن تكون الغرامة ضئيلة لا تعادل ربح يوم؟!. لا يمكن أن أنسى ليلة إغلاق مطعم شهير في تحلية الرياض منذ ثلاثة أسابيع بعد اكتشاف أربعة أطنان من اللحوم الفاسدة والأجبان والصلصات منتهية الصلاحية، إلا أن صخب الغلق ضخم كثيرا وهول مع أن المخالفة المقصودة وآثارها وأضرارها هي المهولة حقا، ففي تلك الليلة سهرنا على صفحات (تويتر) نتبادل الأخبار (أغلق المطعم، فتح، بل سيفتح، تدخلات، ضغوط، صاحب بنتلي يهدد مراقب الأمانة، صاحب ددسن يحوم حول المطعم...إلخ). حتى توقعت أن يصدر فيلم وثائقي عن غلق المطعم!!. www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة