أوضح ل«عكاظ» الوزير السابق لوزارة العدل البريطانية شاهد مالك، أن بريطانيا تنظر إلى المملكة على أنها المفتاح الرئيسي في العالم العربي والإسلامي لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي قوي ومهم على المستوى الإقليمي والدولي، وقال: «دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار مع الأديان تعتبر من أروع المبادرات، حيث إن الملك عبد الله يضع ثقله الشخصي ومصداقيته وما تمثله المملكة من أهمية دينية لدى جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية في سبيل نشر رسائل عبر العالم، وهي أن طريق المستقبل هو بالتعاون وليس بالمنافسة، بالحوار وليس بالصراخ، بالسلام وليس بالحرب وهذه هي ما يمثله الإسلام والملك عبدالله هو أفضل مثال للوجه الحقيقي للإسلام ويجب علينا أن نتبع ذلك المثال»، وأضاف «المملكة تعتبر مركز القيادة في العالم الإسلامي». مالك الذي حل ضيفا على أحدية الدكتور عبد الله بن عمر نصيف في منزله في جدة مساء أمس الأول، تحدث خلال اللقاء عن الحالة التي تمر بها البلاد الإسلامية والظروف التي تعيشها الأقليات المسلمة في الغرب والتحديات المحيطة بها من الحملة التي تشنها بعض المنظمات الغربية على الإسلام وربطه بالإرهاب وكيفيه مواجهتها بالحوار وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام وتعاليمه التي تدعوا إلى السلام.وقال: «وجودي اليوم معكم في المملكة بسبب حبي الكبير لها وهذا الحب نابع من كونها قلب الإسلام وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يعتمد عليها ويهتم بها كل المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهي الدولة الوحيد السباقة إلى مساعدة الدول الفقيرة تسارع إلى نجدة الدول الإسلامية في حال تعرضها لكوارث طبيعية أو إنسانية بشكل كبير ومشهود لها، وأنا فخور جدا بكوني معكم وبينكم على هذه الأرض الطاهرة». وبين مالك«نحن نعلم أن العالم الإسلامي والمسلمون يعيشون فترة زمنية صعبة وتحديات عديدة، وخاصة الجاليات المسلمة في الدول الغربية»، وقال: «هناك هجمات شرسة تنطلق من العديد من المنظمات المعادية للإسلام وكل ما هو إسلامي، وهذه الحملات هدفها تشويه صورة المسلمين وربط الإسلام بالإرهاب، خاصة بعد الهجمات الإرهابية على أمريكا والتفجيرات في بريطانيا وغيرها من الدول وهذا ما يسبب معاناة للجاليات الإسلامية التي تعيش في الدول الغربية». وأشار«رغم كل هذا يجب على المسلمين أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي، يجب علينا الحديث بصوت عال فلا شيء هناك يدعوا للخجل أن نواجه تلك الحملات بإبراز الوجه الحقيقي للإسلام وتعريف الغرب بمدى سماحة التعاليم الإسلامية، وحقيقة أن القرآن يدعوا إلى السلام، بذلك سنستطيع أن نحرز تقدما في تغيير الأفكار المعادية للإسلام والمسلمين في الغرب»، مبينا «هناك مشكلة تعانيها الأقليات والجاليات المسلمة في الدول الغربية، ويجب علينا أن نسرع في حلها وهي المرجعية الشرعية الدينية، فليس للجاليات في الغرب مرجعيات شرعية دينية مقيمة هناك وهذا المطلب مهم». ولفت مالك «الحق يقال بأن المملكة المتحدة هي من أفضل الدول الغربية مراعاة للمسلمين، حيث أن الدستور في بريطانيا وقانون حرية الأديان أعطى المسلمين حقوقهم كاملة ويضمن لهم حياة كريمة»، مبينا أن المسلمين في بريطانيا يمثلون حوالي 3 بالمائة فقط من السكان إلا أن عدد النواب المسلمين في مجلس العموم البريطاني تضاعف من أربعة إلى ثمانية نواب.