يرقد على السرير الأبيض هذه الأيام الشيخ عبدالرحمن السميط شفاه الله في حالة حرجة استدعت بقاءه تحت العناية المشددة، نسأل الله أن يعافيه ويشافيه ويجازيه عن كل ما فعله للإسلام والمسلمين، إلا أن هذا القلب تحمل ما لا يحتمل لوحده فقد داهمته الأمراض والجلطات من تلك المناظر والمآسي التي عايشها في القارة الأفريقية بنفسه، حيث قدم كل ما يستطيع وفوق ما يستطيع ومازال يشعر بالتقصير إلى وقت وعكته، في المرحلة الثانوية، المرحلة التي يكون فيها المراهق متذبذب العواطف، مرحلة الطيش واللا مبالاة، يخرج من مدرسته في الكويت فيرى العمال من جنسيات مختلفة يقفون في لهيب شمس الصيف الحارقة، يؤلمه المنظر ويحز في نفسه أن يرى تلك الأجساد تعاني ما تعانيه فيجمع المال هو واصدقاؤه ويشترون سيارة نقل يتناوبون فيها على نقل هؤلاء بلا مقابل يرجون بها وجه الكريم. رزقه الله سبحانه بزوجة تشبهه في حب الخير والدعوة فتشاركه مسيرة 30 عاماً من العطاء والجهاد بالمال وباليد وباللسان، الطيبون للطيبات إنها حكمة ربانية سخرت لهذا الشيخ الزوجة الصالحة والعمل الذي لا يخالطه رياء.