ما زال الجدل قائما حول الشعيرية سريعة التحضير التي انتشرت بسرعة البرق في المراكز التموينية والبقالات، وأصبح الكثير من الأفراد وخصوصا فئة الشباب يحبذون تناولها بكثرة لعدة أسباب أهمها إمكانية تحضيرها بالماء الساخن في دقائق معدودة، وسهولة اصطحاب معلباتها الصغيرة في أي وقت ومكان. ويرى الأطباء أن الاعتماد على الشعيرية سريعة التحضير سلوك غذائي محفوف بالمخاطر الصحية، ولا يلبي احتياج الجسم من الفيتامينات أو الألياف أو المعادن. «عكاظ» تطرح قضية الشعيرية سريعة التحضير على طاولة المختصين للوصول إلى حقيقة ما يتردد عن أضرارها الخطيرة. اعتبر استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية سابقا الدكتور خالد علي المدني، أن الشعيرية سريعة التحضير (النودلز) تعتبر أحد الإنجازات العلمية في صناعة الأطعمة سريعة التحضير، حيث تصنف الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس الشعيرية سريعة التحضير إلى الصنفين التاليين: شعيرية مقلية وهي شعيرية تم تجفيفها مسبقا بالقلي بالزيت، وهي جاهزة بالتناول بعد غليها بالماء لمدة دقائق على الأغلب، وشعيرية غير مقلية وهي شعيرية تم تجفيفها مسبقا بواسطة طرق أخرى وهي جاهزة للتناول بعد غليها بالماء لمدة تزيد على 5 دقائق على الأغلب. وأضاف، «هذه المستخضرات الغذائية الحديثة تساعد المرأة وكذلك الطالب والمقيم بمفرده والعامل في عملية طهو الطعام وتتميز بالمميزات التالية، توفير الوقت الذي تقضيه المرأة وكذلك الطالب والمقيم بمفرده والعامل في تجهيز المواد الداخلة في إعداد وتحضير الطعام بسهولة ويسر، وغالبا ما تنتج هذه المستحضرات في الدول المتطورة التي تتبع فيها شركات الصناعات الغذائية الكبرى النظم الحديثة للتأكد من سلامة الأطعمة والتي يطلق عليها الهاسب، وبذلك تتصف هذه الأطعمة بالسلامة والأمان، إذا ما اتبعت إرشادات طريقة الاستعمال والحفظ المكتوبة على العبوة بشكل صحيح، وبالتالي تجنب حدوث حالات التسمم الغذائية، كما يتم حفظ هذه المستحضرات عادة بطريقة طبيعية بمعنى استخدام الحرارة أثناء التصنيع، وذلك من خلال استخدام طريقة البسترة كما في بسترة الحليب، أو بطريقة تفريغ العبوة من الهواء، وهذه المستحضرات شبه الجاهزة تجنبنا استعمال المزيد من أواني الطبخ والقدور في تحضير وطهو الطعام، وهذه المواد محضرة بطريقة تزيد الأطعمة نكهة وطعما ومذاقا لذيذا، دون الحاجة إلى خبرة في كيفية طهو هذه الأطعمة، كما أن هذه المستحضرات تصنع بطريقة مقننة، وبالتالي تجنبنا عملية الطبخ الزائد أثناء التحضير والذي قد يؤدي إلى زيادة فقدان بعض الفيتامينات أثناء عملية الطبخ الزائد». وحول الادعاء بأن الشعيرية سريعة التحضير تشكل خطرا على صحة أطفالنا وتسبب أمراضا خطيرة في الكلى والمخ قال المدني: «لا يوجد أي دليل علمي أو مرجع موثوق به لتلك الادعاءات، فالإجراء المتبع عالميا بخصوص التأكد من سلامة أي مادة مضافة تعتمد على تجارب ودراسات متخصصة للمادة المستخدمة تمكث عدة سنوات للتأكد من سلامتها، وفي حالة اكتشاف أي خطورة على صحة المستهلك يتم حظر استخدام تلك المادة عالميا، حيث يتم إخطار دول العالم بخطورة هذه المادة، والمملكة شأنها شأن الدول المتطورة يوجد بها أنظمة تشريعية لوضع وصياغة المواصفات والمقاييس الخاصة بسلامة وأمان المنتجات الغذائية سواء كانت مستوردة أو مصنعة ومنتجة داخل المملكة». خطورة البهارات أما أخصائية التغذية رنا الخضراء فرأت أن الشعيرية سريعة التحضير هي عبارة عن خليط مكون من دقيق القمح مع ملح الطعام وأملاح الكربونات وصمغ عربي وفيتامين بي 6 لتتكون عجينة تشكل خيوطا رفيعة وتعرض لدرجة حرارة بخار عالية وتقلى بعد ذلك قليا خفيفا وتبرد وتعبأ في قوالب لتكون جاهزه للاستهلاك. وألمحت إلى أن الضرر الصحي ليس ناتجا عن نفس الشعيرية، لكنه ناتج عن كيس البهارات الذي يحتوي في مكوناته على مادة مونو جلوتومات الصوديوم، وهذه المادة موجودة في كثير من الوجبات وتستعمل كثيرا في المطاعم الصينية، وقد تسبب أعراضا تختلف مدى شدتها بحسب حساسية الفرد، ومدى تقبل جسمه لهذه المادة. وأشارت إلى أن هذه المادة تم اكتشافها في اليابان عام 1908، وتم استخدامها كمحسن للطعم ومقو للنكهة، وخلال الحرب العالمية الثانية اكتشف الأمريكان المذاق اللذيذ لوجبات اليابان فأدخلوها لطعامهم. وحول طريقة تأثير هذه المادة على المخ أفادت، «هذه المادة تنشط خلايا التذوق الموجودة باللسان، كما تنشط النبضات العصبية في الدماغ والتي تتعرض للإنهاك نتيجة هذا النشاط مما يسبب تدمير الخلايا العصبية في المخ». ونبهت إلى أن الاستهلاك المفرط لهذه المادة وبشكل يومي فيه ضرر كبير على الصحة وخصوصا على الأطفال فيفضل عدم تعويد الأطفال على تناولها بشكل يومي، ومن الممكن لمنع هذا الضرر عدم استعمال أكياس البهارات واستبدالها بالبهارات المنزلية، مع التنويه إلى أن الشعيرية هي عبارة عن نشويات وهي كالرز والخبز إذا تناولها الإنسان بإفراط فهي تسبب زيادة الوزن، لذا فإن تناولها باعتدال يجنب كل الانعكاسات السلبية.