يبدو أن الإعلام الجديد بدأت سطوته في التكشير عن أنيابها لما يعتبره البعض الوسيلة الأسرع في بث الأخبار والتعريف بالمناشط، حيث أن أغلب الأجنحة المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 27 حرصت على أن يكون لها حضور على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال الشبكة العنكبوتية حيث تقوم كل لجنة إعلامية من داخل كل جناح مشارك ببث أخبار الجناح وإبراز ما يحويه من فعاليات وأنشطة، مقدمة بذلك المعلومة الكافية لمن لم يستطع زيارة المهرجان التراثي الذي يعد نافذة على الماضي يطل منها أبناء هذا الجيل على إرث وتراث الآباء والأجداد وربط الحاضر الزاهر بالماضي التليد من خلال تجسيد الحرف اليدوية وتفاصيل خصائص البنيان وفن العمارة وطريقة العيش في السابق وتلاحم الأهالي ومدى ارتباطهم ببعض في أجمل صور التكافل الاجتماعي في كل مناسباتهم داخل أجنحة مناطق المملكة المختلفة باختلاف التضاريس البيئية وما يصاحبها من تنوع في العادات والتقاليد حسب كل منطقة، مرورا بالطفرة التنموية التي تعيشها البلاد في شتى المجالات. ولعل أبرز ما لفت نظري هو توجه القائمين على تلك الأجنحة واعتمادهم بشكل مباشر على التعريف بأجنحتهم من خلال أشكال الإعلام الجديد سواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال إيجاد قناة خاصة على اليوتيوب ليتم عمل التقارير اليومية وبثها ليستفيد منها الجميع في خطوة هي الأولى من نوعها. ولكن أتساءل عن مصير تلك الصفحات والقنوات هل ستظل صامتة بعد انتهاء فترة المهرجان أم أنها ستغذى بكل ما هو جديد عن المنطقة على مدار العام؟ في السابق كنا لا نعلم ما الذي تحويه تلك الأجنحة وطبيعة مشاركتها إلا من خلال الزيارة المباشرة للمهرجان أو عن طريق الأخبار المقتضبة في الصحف الورقية والتي ما زالت تحتفظ برونقها وذائقة متابعيها، ولكن هذا لا يكفي للصمود أمام سرعة الحصول على المعلومة كما في الإعلام الجديد. [email protected]