أكد القيادي في المعارضة السورية فايز سارة تمسك المعارضة بموقفهم الرافض للتدخل العسكري الخارجي، لكونه قد يؤدي بهم الى تطورات وإشكاليات لا يمكن التنبؤ بما قد تؤول اليه على الصعيد الداخلي. وقال سارة في حوار مع «عكاظ» إن نظام بشار الأسد يتحمل مسؤولية وتداعيات اي تدخل خارجي. وأشار الى أنهم يراهنون على الموقف الخليجي الثابت والمؤيد، مؤكدا أن الشعب السوري يتطلع لأشقائه العرب خاصة الخليجيين لمساعدته في الخروج من أزمته ووقف حمام الدم. واستبعد اندلاع حرب أهلية نظرا لأن الأزمة ما زالت محدودة الأطر ومحكومة بظرف سياسي وأمني معين ويمكن لشرارتها أن تزول بزوال ذلك الظرف.. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: • كيف تقيم موقفي مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية حيال الأزمة السورية، وما المطلوب منهما في نظركم؟ • أرى أن الموقف العربي عموما وليس الموقف الخليجي وحده، يعكس محاولة عربية خليجية محقة لحقن الدم السوري. ذلك أن سوريا دولة عضو مؤسس في الجامعة العربية وبالتالي فإن العرب والخليجيين معنيون بشكل مباشر بأزمتها ليقدموا لها المساعدة الممكنة والدعم المرجو من أجل ايجاد حل لمعالجة الأزمة بما يحقق تطلعات الشعب السوري، فالذين يقتلون في سوريا جزء من الشعب العربي، والدولة السورية جزء من الوطن العربي، والرهان كبير على الموقف الخليجي الذي يعد بمثابة «الرافعة» للموقف العربي عموما خاصة ان وزراء خارجية مجلس التعاون والدول العربية في القاهرة نددوا بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب. وفي الوقت نفسه فإن الشعب السوري يتطلع الى أشقائه العرب خاصة الخليجيين لمساعدته في أزمته ووقف حمام الدم الذي وصل الى مرحلة مخيفة. • هل لا تزالون ترفضون التدخل العسكري الخارجي لحسم الازمة؟ وكيف ترون الحل في ظل جنوح النظام للقمع الدموي للمحتجين المطالبين بإسقاطه؟ • الوقوف ضد التدخل العسكري الخارجي هو موقف كل المعارضة والشعب السوري منذ بداية الثورة. ونحن ما زلنا متمسكين بموقفنا، لأن معالجة الأزمة ينبغي أن تكون سورية داخلية. وإذا فشلت لا بد من المعالجة العربية ومن ثم معالجة بمشاركة المجتمع الدولي. فالتدخل العسكري الخارجي ربما يؤدي بنا الى تطورات وتداعيات لا نستطيع أن نحسب لها حسابا خاصة في ظل التعقيدات والمصالح الدولية. واحتمالات ذلك ليست مسؤولية المحتجين، بل في حال حدوث التدخل الخارجي فإنه سيكون امتدادا للحل الأمني الذي ينتهجه النظام في مواجهة المتظاهرين السلميين. • يبدو أن الحسم العسكري هو لغة نظام بشار الأسد، ففي حال استمرار البرودة على خط دول العالم، ما مصير الثورة السورية؟ • اعتقد ان الوضع في سوريا الآن لا يسير باتجاه الحسم، لأن العمليات العسكرية الأمنية بدأت منذ اندلاع الثورة وما زالت مستمرة ولم تؤد بعد الى أية نتيجة، ان أردنا الحديث عن عملية حسم. لذلك أرى أن الحسم العسكري الذي ينتهجه النظام من الصعب أن يؤدي الى نتيجة أو يحل الأزمة. ومنذ البداية كان يمكن أن يكون حل الأزمة سوريا وبأيد سورية، فقد كان الأمر يتطلب مجرد تعاون بسيط بين السلطة والمعارضة والشارع السوري. وكانت لدى السلطة امكانيات للمضي بهذا التعاون الى أبعد من الحل المؤقت عبر القيام بعملية اصلاح جوهري تضع البلاد أمام تحولات سلمية ديمقراطية هادئة ومتدرجة لتغيير نمط الحياة في البلاد، لكن للأسف الشديد اللجوء الى الحل الأمني من جانب السلطات جعل هذه القضية مستعصية جدا الآن. • يلقى توجه النظام للحسم العسكري دعما روسيا من أجل دفع المعارضة الى الحوار وفقا لشروط يحددها هو، فما رأيكم؟ • اعتقد ان المنطق الروسي لا يدرك مكونات الأزمة السورية التي هي أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية، ما يعني أن المسألة لم تعد أمنية كما يراها الآخرون وبالتالي لا يمكن أن تحسم بالطريقة الامنية التي يتبعها النظام واستخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو كان بمثابة صب الزيت على النار. • هناك من يرى أن الحرب الأهلية باتت وشيكة في سوريا، فكيف ترون أنتم مخاطر هذه الحرب إذا اندلعت، وما مصلحة النظام منها؟ • الشعب السوري مسالم، وأبعد ما يكون عن العنف واستخدام السلاح، وتاريخ السوريين شاهد على ذلك. بل إن الشعب السوري هو شعب المقاربات الهادفة الى معالجة المشكلات بطرق سلمية. ورغم كل التطورات السيئة على أرض الواقع لا اعتقد ان الامور ستتطور الى حرب اهلية، لكون المشاكل ما زالت محدودة الأطر ومحكومة بظرف سياسي وأمني معين، ويمكن لشرارة هذه الحرب ان تزول بزوال هذا الظرف السياسي الراهن وبالعمل على معالجة المشاكل في مناطقها. لكن ما يجري في سوريا وفي علاقاتها الاقليمية والدولية سيدفع حتما الأزمة إلى التدويل، بعدما دخلت الى مجلس الأمن وهذا يعني انها اضحت ازمة تتدخل فيها كل القوى العالمية. وهذا التدخل في أحد وجوهه قد يدفع البلاد نحو منزلقات الحرب الاهلية، لكن اكرر ان الحديث عن الحرب الاهلية الذي يتم تداوله في المنظمات الدولية ليس واقعيا، الا انه يشير إلى أن أزمة سوريا أصبحت الآن قضية خارجية.