تعلق مستقبل طفلين في عتق رقبة والدهما المحكوم عليه بالقصاص، في قضية تعود إلى أكثر من 16 عاما، قضاها خلف القضبان. وفيما باتت الابتسامة تهرب من محيا طفلي سعيد بن مشبب آل لآفي الأحمري (66 عاما)، اللذين لم يتجاوز عمرهما العامين والخمسة أعوام، تحولت أنظارهما لوالدهما خلف القضبان، وقد أعيتهما الحيلة في أن يصطحباه معهما عائدين إلى المنزل في كل مرة يزورانه فيها في سجن أبها العام. ولم يتوقع أي من الطفلين ظاهر وسياف أن يكونا يتيمي الأب رغم أنه مازال على قيد الحياة، إذ أشرقت عليهما شمس الدنيا، ولم يهنآ بوالدهما يوما ما، وبعدما اشتد السؤال عليه، اضطرت الأم لاصطحابهما لزيارته، لكن بقي السؤال الدائم بلا إجابة لماذا لا يعود معنا بابا؟. ربما تعرف الأم الإجابة، وربما أمطرتها على مسامع الصغيرين، لكن صغر السن جعلهما لا يعرفان معنى السجن، أو الحبس، أو حتى انتظار القصاص والموت، ليصبح السؤال شغلهما الشاغل. وفيما فقد الأب قبل 14 عاما أحد أبنائه الذي توفي وعمره لم يتجاوز 8 أعوام، سيطر الحزن عليه في وقت ينتظر فيه الموت ليفارق أسرته. وباتت لحظة تنفيذ الحكم أصعب اللحظات التي تعيشها أسرة الأحمري، والتي حلت الأسبوع الماضي، إلا أن التوجيهات الكريمة بإعطاء مهلة لمدة شهر، فتحت باب الأمل مجددا في تواصل مساعي الخيرين، في الوصول إلى الصلح والعفو.