في ظل المنافسة القوية في عالم الإلكترونيات تنفق الشركات مئات الملايين في البحث والتطوير للوصول إلى منتج أسرع وأصغر وأجمل وأكثر ابتكارا، وأصبحت هذه المنافسة أشد شراسة على ما يبدو، حيث أخذت هذه الشركات بابتكار أجهزة تحاكي أجهزة منافسة، ولم تعد الاختلافات شاسعة بين المنتج والآخر!، ولا يقتصر فن «المحاكاة» على التقنية فقط بل حتى في إعلانات شركات السلع الاستهلاكية الأخرى، فهذا المنهج أصبح من أهم مبادئ الإدارة اليوم؛ نظرا إلى اختصاره الكثير من الوقت والمال وعناء البدء في طريق جديد قد يحمل الكثير من الخطورة والفشل. وعلى مستوى أكبر فإن بعض الدول قد اتبعت هذا الفن في سياساتها أيضا باستفادتها من تجارب ناجحة لدول أخرى، ونقل هذه التجارب محليا لحل ما تواجهه من مشكلات قومية!، ويلخص أحدهم التجربة اليابانية حين تدهور الاقتصاد الياباني بعد القنبلة النووية، فلم يكن لهم إلا أن يلحقوا بموكب دول العالم، فقاموا بمحاكاة الدول الصناعية الكبرى باقتباس الأفكار والمنتجات وتطبيقها محليا، ومن ثم قاموا بتطويرها حتى فاقت المنتجات الأخرى.