قال وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر أنه يأمل أن يستمر النمو الاقتصادي للمملكة بنفس الوتيرة للعام الماضي، التي وصلت إلى 6.8 في المائة. وبين الدكتور الجاسر ل «عكاظ» على هامش ملتقى الأعمال السعودي والكوري في العاصمة الرياض أمس، أن هناك كثيرا من المعطيات تتحكم باستمرار في النمو الاقتصادي بنفس الوتيرة ويكمن أهمها في أسعار النفط. وأضاف الدكتور الجاسر أن أهمية العلاقة بين الجانبين السعودي الكوري تكمن في توطين الاستثمار، وليس التجارة بين البلدين ولذلك لخلق فرص عمل للمواطنين السعوديين من خلال زيادة الاستثمارات الكورية في المملكة. وأوضح الجاسر خلال كلمته في افتتاح ملتقى الأعمال السعودي الكوري أن الجانب السعودي يبحث عن زيادة توطيد العلاقة بين البلدين من خلال بناء شراكة استثمارية كبرى، مشيرا إلى أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين الجانبين، أولها أن البلدين عضوان في قمة العشرين، وبالإضافة إلى الثقل الذي تتمتع به المملكة كأكبر مصدر للبترول، وقوة الشرائية التي تتمتع بها المملكة مع ميزة أغلبية سكانها من فئة الشباب. ووصف الدكتور الجاسر ما حدث في كوريا الجنوبية بالملحمة خلال العقود الأربعة الماضية، مشيرا إلى أن الكثيرين كانوا يعرفون في منتصف القرن الماضي أن كوريا الجنوبية كانت توصف بالدول الأقل فرصة في النمو في قارة آسيا كلها . وتحدث الدكتور الجاسر خلال كلمته أن الدين العام السعودي تقلص لما يقارب 6 في المائة، وهذا دليل على قوة الاقتصاد السعودي بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج القومي لما يزيد على 577 مليار دولار، وهذه كلها عوامل مساعدة لزيادة التبادل والاستثمار بين البلدين. وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي أن المملكة ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة بكوريا الجنوبية، وليس من قبيل المصادفة أن تأتي زيارة فخامة الرئيس الكوري للمملكة في الوقت الذي يشهد فيه البلدان ذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وأبان المهندس المبطي أن البلدين الصديقين أسهم كل منهما بشكل مباشر وغير مباشر في تنمية البلد الآخر وازدهاره، وهذا من أقوى الشواهد على التعاون الوثيق بين الجانبين. ولفت رئيس مجلس الغرف السعودية إلى أن الشركات الكورية حظيت بعقود ومشاريع في المملكة في العام المنصرم 2011، بلغت قيمتها 15 بليون دولار أمريكي، لافتا إلى «إننا نتطلع لأن تحقق هذه المكاسب حضورا أكبر للشركات الكورية في المملكة وتعاونا أشمل مع نظيراتها في المملكة، لا سيما أن ميزانية الدولة في المملكة تحمل في طياتها كل عام المزيد والمزيد من مشاريع الخير والنماء، بل وهناك مشاريع أخرى ضخمة خارج الميزانية رصدت المبالغ المخصصة لها من فائض الميزانية». وتحدث شيك سون رئيس الغرفة التجارية الصناعية الكورية عن حجم التبادل التجاري ما بين البلدين فقال إنه بلغ 31.3 مليار دولار خلال العام الماضي، حيث تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأربع سنوات الماضية لأكثر من 300 في المائة. وأعرب شيك سون عن أمله في زيادة الاستثمار بين البلدين في مجالات الكبرى وخاصة في مجالات التنمية البنى التحتية.