يقف اليمن على أعتاب الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير الجاري، تلك الحالة الديمقراطية العالية التي يتجاوز من خلالها اليمنيون مآلات الفوضى، ويؤسسون بوعي حضاري لثقافة التحولات المستندة إلى تقاليد تجمع بين عراقة الذات وحداثة العالم من حولهم، وبعد عام عاصف هيمن فيه واقع وخطاب سياسي وإعلامي يدفع باتجاه إقصاء الآخر وإلغائه، هاهم فرقاء الحياة السياسية اليمنية يلتقون عند مرشح رئاسي واحد يمثل ذروة التوافق والاتجاه نحو المستقبل.لكن ..كيف يفهم البسطاء من الشعب اليمني الذين تنفسوا الصعداء بزوال سحب الاحتراب ونذر الموت تلك المواقف المناطقية والإيدلوجية والانفعالية التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات القادمة تحت مبررات واهية لا تتسق وحجم الجهود المبذولة محليا وإقليميا ودوليا لخلق حالة التوافق والشراكة الوطنية في اليمن وتجاوز عثرات الواقع أمنيا وسياسيا واقتصاديا.إن القوى التي لن تلتحق بركب الانتخابات بغض النظر عن فهمها لعدالة قضيتها الذي يمكن أن يصبح مشروع حوار مستقبليا إنما تساهم في ترسيخ الفوضى وتجذير العنف وصولا إلى يمن أكثر إنهاكا وفقرا ودموية بتاريخ ملوث وجغرافيا مجزأة وشعب يدفع ثمن المراهقات السياسية والهرطقات الإعلامية والفكرية التي يغيب عن غبارها الوعي بحقيقة أن 21 فبراير استحقاق الضرورة لكل اليمنيين، وأن البديل الذي لا يخلقه التوافق إنما هو عودة غير مأمونه إلى مربع الصفر..أفهم انفعالات الظلم ومرارة الإقصاء ، لكن هل تتم معالجة كل ذلك بهدم المعبد على من فيه إرضاء لثقافة الرغبة في خلق مشاريع صغيرة بعيدا عن المشروع الوطني الكبير الذي يضم كل الأطياف السياسية والفكرية في بناء تعددي حقيقي يؤصل للحوار والتداول السلمي للسلطة والقبول بالآخر..ليس هناك من طريق آخر لليمنيين غير الالتقاء على إنجاح يوم 21 فبراير وإعطائه حقه من الزخم الجماهيري كتتويج لمرحلة من نضالهم وصبرهم وتوقهم للتغيير كما ينبغي في بلد يخرج من رماده متجددا وحضاريا وموحدا. • كاتبة يمنية