هذا الكتاب أسماه مؤلفه حسن عيتاني «الفتوحات العربية في روايات المغلوبين» الصادر عن دار الساقي.. وهو محاولة «لسرد قصص الفتوحات العربية كما رآها ثم رواها إخباريو بيزنطة وفارس ومصر والصين والأندلس والسريان وغيرهم مع الأخذ في الاعتبار أن كتابة أي شعب بالاستناد إلى مصادر إلى مصادر من خارج مصادره ورواياته.. كما رآها عيتاني الذي يضيف في المقدمة: تتعين الإشارة هنا إلى أن البحث عن «الحقيقة التاريخية ليست من هموم كتابنا هذا فقد تكون تلك الحقيقة ضاعت إلى الأبد ولن نتمكن بحال من بلوغ معرفة يقينية تستند إلى براهين علمية ومقابل ما تكرره الرواية العربية الإسلامية عن الفتوحات وما ترد به الرواية الأخرى شبه المجهولة عربيا أو المحاصرة بأطواق من الشك والرفض». .. هذا الكتاب «يدعو إلى إعادة تقييم الرواية التقليدية العربية للفتوحات وللتاريخ العربي - الإسلامي برمته، وعرضها على النقد والبحث العلمي كمقدمة لازمة لإنتاج فهم حديث يساهم في التقدم الحضاري وكسر القوالب الجامدة التي سجن العرب أنفسهم فيها من جهة وتلك التي دفعتهم إليها بعض مدارس الاستشراف العنصرية من جهة أخرى». الكتاب يحتوي على أحد عشر فصلا منها: الأول: العرب السراسنة الطائيون الهاجريون الثاني: عملاقان بأقدام فخارية الثالث: سيوف من شهب الرابع: وداعا سوريا الخامس: الشيطان يستعيد مصر السادس: إيران: عصر الغصن الحديد السابع: إلى الصين ومنها الثامن: هل الفتوحات مؤامرة يهودية التاسع: بعد السيف.. الكتاب العاشر: علاقات المغلوبين الحادي عشر: أعادها الله إلى ديار العرب في فصل «علاقات المغلوبين» يقول عيتاني: «بعد مرور عاصفة الفتوحات الأولى ظهر لشعوب البلدان المفتوحة أن العرب يريدون البقاء في الأماكن التي احتلوها أو على الأقل يريدون أن يمارسوا سلطة تضمن لهم مصالحهم المادية وتقدم دينهم على الأديان السابقة.. الرغبات العربية هذه انطوت على تغييرات مادية وثقافية في واقع المغلوبين». الكتاب يقرأ للباحثين والمؤرخين الذين تعرضوا للفتوحات العربية والرؤية الاستشراقية - وأبرز المستشرقين، ومن هنا تبرز قيمة هذا الكتاب الذي يعالج قضية لم يتم تناولها إلا بدراسات قليلة وغير دقيقة. وهو ما يجعل هذا الكتاب من الكتب التي ترصد وتؤرخ لحقب وأزمنة تاريخية ومسائل ارتبطت بالحضارة الإسلامية والعربية ارتباطا عميقا ووثيقا.