دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط إلى تزكية النفوس ورفعتها مطالباً بالتوبة الدائمة، وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام «إن تزكية النفوس وتقويمها وإصلاح القلوب وتطهيرها أمل سعى إليه كل العقلاء في كل الثقافات وفي كل الحضارات منذ أقدم العصور»، وأضاف «الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليرشد الناس إلى سبيل تزكية أنفسهم وإصلاح قلوبهم وليبين أن ذلك الأمر لن يتحقق إلا بعد أن يؤدوا حق الله عليهم في إخلاص العبودية له». وفي المدينةالمنورة، نبه إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبته إلى المشاكل التي يخلفها الآباء عندما يوقفون أموالهم بعد وفاتهم، وقال «من يتتبع أحوال الناس في أروقة المحاكم يجد ما يأسى له القلب بسبب ما يوجده بعض الآباء من أسباب العداوة بين ورثتهم من الخصومة والتقاطع والتشاتم والمرافعات بسبب التصرفات المخالفة لشرع الله جل وعلا في وقف المال والوصية»، وأضاف «من ذلك أن بعض الناس يمنع أولاده من التصرف في ماله بعد موته فيتجه إلى حيلة الوقف قاصدا منع الورثة من التصرف في بيعه أو هبته أو نقل للملكية وهذا مذموم شرعا». آراء المختصين وحول مضامين الخطبة في المسجد الحرام، أكد الدكتور سليمان السلومي عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، أنه إذا صح تعلق قلوب الناس بالله صحت أعمالهم فتزكية النفوس تربط الناس بالأصل العظيم وهو الإيمان بالله، وقال «نحن بحاجة إلى الاستغفار والتوبة ولاستغفار والتعلق بالله». أما الدكتور محمد السليماني أستاذ علم النفس في جامعة أم القرى فأوضح أن الإنسان يعيش في بيئة يتفاعل من خلالها فيتأثر بالإحداث في حياته وكبح جماح النفس البشرية يخضع إلى قوة إيمان الإنسان ومدى تعلقه وقربه من بالله. وحل مضامين خطبة المسجد النبوي، قال أستاذ الدراسات الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة الدكتور مرضي الدوسري «الوقف شرع ليحصل الإنسان على الأجر في الآخرة فإذا كان يؤدي للثواب والأجر فهذا مشروع وطيب، وإذا كان سيحدث من وراء الوقف ضرر فهذا ليس مشروعا»، وأضاف «الإنسان الذي يريد الضرر من خلال وقف جميع أمواله فهذا إثم». أما محمد سعيد توفيق أحد المستفيدين من الأوقاف في المدينةالمنورة فقال «المشكلات تعود بسبب قيام بعض نظار الأوقاف بالبحث عن مصلحتهم في الوقف من خلال تأجيره واستثناء البعض من المستحقين من الاستفادة منه، إضافة إلى عدم تنفيذ الوصية كاملة»، مبينا أن قيام بعض النظار باستغلال الوقف أسهم في ردة فعل لدى بعض المستفيدين مما جعلهم يتوجهون للمحاكم ويرفعون دعاوى في هذا الجانب». تعليق المصلين وأبدا عدد من المصلين أراءهم حول مضامين الخطبة في المسجد النبوي، حيث يقول محمد السعيدي «قضية الأوقاف بحاجة إلى دراسة، فالمحاكم تعج بالكثير من هذه القضايا التي يغيب فيها العقل وتتخلى عنها الحكمة والمنطق»، ويشير عبدالمحسن العمري «الوقف جميل في حد ذاته وفكرة سديدة لكن التطبيق يحتاج إلى توضيح للعوام»، وتمنى أن يوقف بعض ماله في المستقبل لئلا يحتاج أبناؤه من بعده، لكنه طالب بأهمية الصدق في هذه التعاملات لا سيما وأن فيها مال والمال هو مصدر المشاكل.