قفلوا المطعم، فتحوا المطعم، لا ما قفلوه، لا فتحوه! هذه المهزلة عرضت مشاهدها حياة على الهواء مباشرة فوق مسرح الشارع الذكي بالعاصمة وأبطالها القائمون على صحة البيئة بأمانة العاصمة، حيث شمروا عن أذرعتهم وعلقوا ملصقاتهم المعبرة عن إغلاق مطعم شهير يقع في قلب الشارع الذكي؛ لأنهم وجدوا لحوما فاسدة في مطبخه يقدمها للناس! فقامت أمانة العاصمة بإجراءاتها وأغلقت المطعم بالضبة والمفتاح، وعلقت على أبوابه ملصقها الذي يفيد بذلك، وصدق الناس الأبرياء أن الأمانة تخاف عليهم ولا تتخذ مثل هذا الإجراء الصارخ إلا ولديها دليل واضح، وعندها إثباتات على فساد اللحوم ومضار الطبخات والإضرار المتعمد بعافية الناس! وما إن صدق الناس واطمأنوا حتى فجعوا قبل مضي أربع وعشرين ساعة على الإغلاق أن المطعم عاد يعمل وفتحت أبوابه ونزعت ملصقات البلدية عنه! ثم عادوا وأغلقوه مرة أخرى! وصرنا في العاصمة نطالع فيلم كارتون «توم وجيري» على مسرح الشارع الذكي! يعني أمانة العاصمة لا تستعرض عضلاتها القوية! إلا مع الباعة الجوالين من النساء الضعيفات اللواتي يفرشن بضاعتهن غير الفاسدة على الأرض وليس فيها ما يضر بالصحة! مجرد أشياء استهلاكية معدودة للبيع بأقل الأسعار! والهدف لقمة العيش لأرملة وأطفالها أو لأيتام وأمهم! هؤلاء النسوة الحافرات الصخر تلاحقهن البلديات والأمانات وتطاردهن وتطردهن بقوة العصا والعضلات، أما المطاعم الشهيرة التي وراءها فحول الرجال حتى لو قدمت طعاماً مسموماً فعليها الأمان لا تطالها يد ولا يقدر عليها أحد وإن مات من طعامها أحد فقدر الله وما شاء فعل قضاء وقدر. هذه المفارقات تجعل الأسئلة معلقة وتجعل الأوجاع زائدة يصعب السكوت عليها، إذا كنا نخاف الله ونخاف على الوطن، فإما القيام بالواجب دون تفرقة بين القوي والضعيف أو الكف عن الضعيف حتى يجد لقمته ولا ينقطع رزقه! فالإجراءات التي تزيد الغني وفرة وتمنع المحروم لقمة إجراءات تعسفية تظلم وطنا بأكمله وتحرض بعضه على بعض وتقوي شوكة القهر فينقلب على الحياة الآمنة وفق قاعدة تقول عليّ وعلى أعدائي!! لا تسهموا في غرس القهر والغبن والإحساس بالظلم والهوان فمثل هذا الغرس حصاده مر على الجميع! والأجهزة العاملة تحت مظلة الأمانات والبلديات إنما هي لخدمة الناس وحمايتهم من الأذى ولا ينبغي أن تسمح بالتلاعب بمصائرهم وما جرى لمطعم الشارع الذكي بالعاصمة يجري في مختلف المناطق ويدل على أن الأمانات والبلديات عاجزة عن حماية قراراتها وعن تنفيذ صلاحياتها وهي أدوات في أيد تعمل لمصالحها الخاصة! وتراها فوق مصلحة الوطن! ومثل هذا التلاعب لمصلحة من؟! وهل يقف خلفه إذا لم يكن الآدميون فغيرهم من القوى الساكنة تحت الأرض بسم الله الرحمن الرحيم!! وهل حتى المطاعم وصلها الفساد ولو طبخوا لنا لحوم القطط لا خوف عليهم ولا هم يحزنون! تخبط القرارات بين الفتح والإغلاق ينزع الثقة من القلوب فلا تلعبوا بالنار وبس!!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة