استعدادات مبكرة له قبل حضوره، مواد غذائية بالسكريات والدهنيات غنية، شديد هو وقارس لدرجة أن حملات استنفار اجتاحت الأسواق لشراء الملابس الشتوية ووسائل تدفئة متنوعة من دفايات ومكيفات ومدافئ، وعندما تهطل الأمطار نستمتع بالنظر إليها من الشباك، ولا نكتفي بذلك بل نخرج للتنزه ولا ندع فرصة التصوير تفوتنا لنوثق الحدث وعندما ينزل الثلج نلعب به في المنتزهات، وإذا عصفت الرياح سددنا عليها الطرق وأوصدنا الأبواب وأغلقنا النوافذ. ماذا عنهم من كان الثلج من فوقهم ومن تحت أقدامهم، ماذا عنهم من كساء البرد عظامهم، وتلاحقهم الكاميرات لترصد أحداث معاناتهم، ماذا عنهم من هجروا من ديارهم فكانت الخيام مأواهم وسكناهم، من تغربوا بلا ذنب سوى طلب العيش بكرامة، لا وجه للمقارنة، وبعد ذلك نقول الطقس شديد البرودة، بينما آخرون في بلاد رحلة الصيف تسجد جباههم للصلوات الخمس على الجليد، يموت أبناؤهم أمام أعينهم فيكفنونهم ويدفنونهم، يد تمسح الدمعة ثم تجاور الأخرى لتلهج بالدعاء. يعذبون.. يشردون.. أنستهم آلامهم وحرقة قلوبهم أن الجو شديد البرودة فتدفأوا بالحماس والثورة فما عادوا يشعرون أن الفصل شتاء. أشعلت قلوبهم الرغبة بالحرية فأذابت صقيع الشتاء وأضرمت نار الثورة ولن تخمد إلا بنصر من الله بإذنه وفرج قريب. صبرا أهل الشام فقد قال عبدالمطلب «إن للكعبة ربا سيحميها» وحماها سبحانه، لن نقول وا معتصماه بل يا رباه كن لهم عونا وأيدهم بتأييدك، اللهم اجعله فرجا عاجلا غير آجل، اجعله ربيعا تزهر فيه ورود الأمن والأمان والاستقرار عليهم. شتان بين شتائنا وشتائهم، كم نحن بحمد الله محظوظون بينما هم يعانون، يجب أن نستشعر نعم الله علينا، منعمون بينما هم يعانون، فرج الله همهم ونفس كربهم ورزقنا شكر نعمه. هيفاء عوض باعيسى