ستظل المملكة العربية السعودية قلعة السياسة، والحكمة، والمنطق، وستبقى كما كانت منافحة عن الحق لا تأخذها به لومة لائم. ولقد عرف عن المملكة موقفها الواضح، والمؤيد، والداعم لكل ما من شأنه مصلحة الشعوب العربية في مختلف الأقطار والأمصار؛ وذلك ديدنها الذي تثبته الأحداث والمتغيرات التي تستجد بين حين وآخر. وما إعلان سحب المراقبين السعوديين من البعثة العربية في سورية سوى تأكيد المؤكد، ومؤازرة الشعب السوري الشقيق كي يتجاوز محنته بسلام. لقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سحب المملكة مراقبيها من سورية، بعد تدهور الأوضاع هناك؛ جراء عدم تعاون النظام فيما يخص تنفيذ خطة العمل العربي التي تهدف لحقن الدماء من خلال وقف أعمال العنف التي تشهدها المدن والأرياف منذ عدة أشهر، والتي يدفع فاتورتها الباهظة شعب أعزل، يستقبل الرصاص بصدور عارية، ويقدم الشهداء والجرحى ثمنا للعدل، ورفضا للظلم الذي حاق بالبلاد والعباد. ومما يجدر ذكره أن كلمة وزير خارجية المملكة التي ألقاها أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة مؤخرا لخصت بكل شفافية موقف السعودية مما يحدث في سوريا الشقيقة، فقد جاء في الكلمة أن الوضع لا يمكن أن يستمر، ثم شدد صاحب السمو الملكي على قضية تحمل المسؤولية تجاه ما يتعرض له الشعب العربي الأبي من تنكيل وعنف، ومن منطلق مشاعر المحبة و الأخوة أكد على أن مصلحة أبناء الشعب، وحفظ الأمن، والوحدة، والاستقرار شأن لا يقبل المساومة. مما سبق يتضح أن للمملكة دورا هاما لا يمكن تجاوزه فيما يتعلق بحرصها الدائم على تماسك الشعوب العربية، ومحاولة تجنيبها ويلات الصراعات التي تدخل الأوطان أنفاقا مظلمة لا يمكن تخمين مداها أو اتجاهها؛ وبهذه السياسة المتزنة التي هي ديدن حكومتنا الرشيدة نالت المملكة الثقة والتقدير، وصار صوتها مسموعا كونه يحمل رأيا راجحا وصادقا، متجردا من أي أهداف أو نوايا غير معلنة أو خفية، وكل قرار يروم المصلحة العامة يرافقه حضور قوي للمملكة، فهي إن لم تكن مبادرة لذلك القرار فبالتأكيد هي داعمة له. مهندس عايض الميلبي (ينبع)