شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مشروع يتضمن شق طريق يمتد بين منطقة القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد والمنطقة الشمالية لبلدة سلوان التي بدأ فيها العمل على إقامة حدائق تلمودية؛ بهدف عزل المسجد الأقصى من محيطه العربي. مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى محمد حسين حذر من النتائج الكارثية لهذا المشروع، مؤكدا ل «عكاظ» أنه بمثابة تزوير فاضح للتاريخ ومساس وإهانة لمشاعر الملايين من المسلمين. وطالب منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بالتدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية الرامية للاستيلاء على المزيد من أراضي المقدسيين لصالح الطريق والحديقة التلمودية المجاورة له. وتابع أن الحفريات الجارية باسم الحديقة والطريق ستصل حتما لأساسات المسجد الأقصى لقربها الكبير من سوره من الناحيتين الجنوبية والجنوبية الشرقية. وتأتي هذه التطورات قبل أيام من اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة مبادرة السلام العربية في القاهرة السبت المقبل بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبمشاركته لتدارس الخطوات المنوي اتخاذها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بعد فشل ست جولات استكشافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العاصمة الأردنية عمان وانتهاء المهلة المحددة من قبل اللجنة الرباعية الدولية في 26 يناير الحالي. وتضم اللجنة وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، اليمن، البحرين، الأردن، فلسطين، لبنان، قطر إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. وقد وجهت الدعوة لكل من سلطنة عمان والإمارات والكويت لحضور الاجتماع. واستباقا لاجتماع اللجنة الوزارية العربية بدأ مبعوث اللجنة الرباعية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أمس جولة بالمنطقة في مسعى يهدف لإحياء المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية. وتباحث بلير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إجراءات ينبغي أن تنفذها إسرائيل لمساعدة الفلسطينيين على اتخاذ قرار بالعودة للقاءات الأردن.